أين عقلك يا من تصرخ “إيران برّا برّا” وتبحث عن الحضن العربي؟

أين عقلك يا من تصرخ "إيران برّا برّا" وتبحث عن الحضن العربي؟
ينتقد النصّ التخلي عن الشريك الصادق الذي وقف مع العراق، ويمدح العلاقة التاريخية بين العراق وإيران المبنية على الإيمان والدم، مؤكداً أن حملات التشويه والشعارات لا تستطيع تمزيق هذا الارتباط الأخوي العميق....

أين عقلك، وأنت ترفع شعار “إيران برّا برّا” وتبحث عن حضنٍ عربيٍّ لم يرَ فيك سوى تابعٍ ذليلٍ لا وزن له ولا كرامة؟ السعودي يهتف متفاخرًا: كسرنا باب كربلاء! لمجرّد تعادلٍ في مباراة كرة قدم، والأردني يصرخ في المدرجات: يا عراقي يا كواد!، والسوري الذي آويناه يوم فرّ من حربه وجاع في دياره، يرفع صوته اليوم مرددًا: صرنا نحچي عالمكشوف جاينك عكربلاء!، وكأنهم اتفقوا جميعًا على أن كربلاء ليست رمزًا مقدسًا، بل هدفٌ للسخرية والتحدي. أيُّ حضنٍ هذا الذي تلوذ به؟ حضنٌ يشتم مقدساتك، ويُهين رموزك، ويضحك على جراحك؟

في المقابل، تقف الجمهورية الإسلامية في إيران، بوجهها المضيء، وموقفها الصادق، وقائدها الحكيم الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) الذي قال بالحرف الواحد:

«العراقيون إخواننا، دمهم دمنا، وأرواحهم أرواحنا، ونحن وإياهم شعبٌ واحد لا يمكن فصله بحدودٍ أو مؤامراتٍ».

هذه ليست كلمات دبلوماسية ولا شعارات سياسية، بل موقفٌ مؤمنٌ صادقٌ جسّدته الدماء التي امتزجت على أرض العراق، يوم كان الإرهاب يطرق أبوابه، والعالم العربي يتفرج من بعيد. لم تكن إيران تبحث عن مصلحة، بل عن واجبٍ شرعيٍّ وإنسانيٍّ وأخلاقيٍّ تجاه بلدٍ شقيقٍ نزف من خاصرتها.

فأيّ عقلٍ يطرد من قال دمكم دمنا، ويهرول نحو من قال كواد؟ وأيّ وفاءٍ هذا الذي يُكافئ الحليف الذي قدّم الدم بالخذلان، ويصفّق لمن باع فلسطين وغدر بالعراق؟ إن الوفاء ليس شعارًا يُرفع، بل مبدأٌ يُحيا به، ومن خان المعروف فقد خان وطنه قبل أن يخون جاره.

العراق لم يكن يومًا تابعًا لأحد، لكنه يعرف من وقف معه في المحنة ومن تاجر بآلامه في العلن. وإيران لم تقل يومًا إنها وصيّةٌ على العراق، لكنها كانت الشقيق الذي يمدّ يده ساعة الخطر، حين كانت “الأشقاء العرب” يمدّون سهامهم لا أيديهم.

فاختر بعقلك قبل عاطفتك: من يحتضنك حبًّا، أم من يلعنك حقدًا؟ من وقف معك بالسلاح والدم، أم من تركك تواجه الموت وحيدًا؟

العراق وإيران، شعبان جمعهما الإيمان والدم والمصير، ولن تفرّقهما شعارات جاهلة أو حملات ممولة. ومن ينكر هذا، فقد خان ذاكرة الشهداء الذين كتبوا على تراب كربلاء: دمنا دمكم… ونبقى معًا حتى آخر قطرة وفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *