لا تستهينوا بمهمة مارك الكلداني

لا تستهينوا بمهمة مارك الكلداني
يسلّط النصّ الضوء على دور مارك الكلداني كمبعوث أمريكي خاص إلى العراق، مكلّف بتعزيز الشراكة الاقتصادية مع الشركات الأمريكية الكبرى، ونزع سلاح الفصائل المسلّحة لضمان استقرار النظام السياسي وحماية مصالح العراق العليا....
من اللحظة الأولى التي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعيين ( مارك سافايا ) الملّقب بمارك الكلداني ، مبعوثا خاصا إلى العراق ، بدأت بجمع المعلومات عن هذا الرجل وعن خلفيته السياسية خصوصا أنّه من أصول عراقية ومولود في بغداد وهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدّة الأمريكية في تسعينات القرن الماضي .. وقبل تعينه مبعوثا خاصا إلى العراق ، كنت أعرف أنّ هنالك شخص عراقي مقرّب من الرئيس الأمريكي ونديمه في لعبة الگولف ، ولكن لا أعرف أسمه أو بالأحرى لم أكن مهتما بمعرفة أسمه ، وأعرف أنّ لهذا الرجل صلات على مستوى عالٍ جدا مع مسؤولين بالعراق قبل تعينه بالمنصب ..

مارك الكلداني الصديق المقرّب من ترامب جاء إلى العراق لتحقيق مهمتين لا غيرهما ..

مهمات مارك الكلداني

المهمّة الأولى تتعلّق بالعلاقات الاقتصادية بين العراق والولايات المتحدّة ، وبحسب المعلومات المتوّفرة عندي أنّ حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد قطعت شوطا كبيرا في هذا الجانب وقبل تعيين المبعوث الخاص إلى العراق ، وذلك من خلال التعاقد مع كبريات الشركات الأمريكية في مجال الصناعة النفطية كشركة شيفرون و إكسون موبيل و إكسيليريت إنرجي وشركة جنرال إلكتريك ، والطريق مفتوح وسالكة لشراكة اقتصادية مع كافة الشركات الأمريكية العملاقة للدخول إلى السوق العراقي ..

أمّا المهمّة الأخرى التي جاء من أجلها المبعوث الخاص للرئيس ترامب ، فهي التي تتعلق بنزع سلاح الفصائل المسلّحة وحلّها ، وربّ سائل يسأل من هي هذه الفصائل التي يراد نزع سلاحها وحلّها سواء كان ذلك بشكل طوعي أو بشكل قسري ، هي تلك الفصائل التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية أنّها منظمات إرهابية .. وفي تقديري الشخصي أنّ الحكومة العراقية ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني يتفهمون جيدا ، أنّه لا مجال بعد اليوم لاستمرار وجود مثل هذه التشكيلات المسلّحة تحت أيّ مبرر ، وهذا ما أكدّه يوم أمس رئيس الوزراء بنفسه حين صرّح أنّ أمام الفصائل المسلّحة طريقان لا غيرهما أمّا الاندماج مع القوات الأمنيّة أو التحوّل إلى العمل السياسي ، وهذا هو عين المنطق وعين العقل ، فالوضع السياسي والأمني للمنطقة لم يعد كما كان قبل السابع من أكتوبر قبل سنتين ، والظرف السياسي والأمني والاقتصادي للعراق لا يسمح إلا بالتجاوب الإيجابي مع مهمّة المبعوث الخاص ، ليس فقط من أجل حماية مصالح العراق وشعبه ، بل من أجل حماية النظام السياسي القائم ، فأمريكا قادرة على ذبح هذا النظام بقطنة وليس بصاروخ .. وقد آن الأوان لوضع مصلحة العراق وشعبه فوق الجميع .. فلا تستهينوا بمهمة المبعوث الخاص وتعاملوا معها بروح وطنية عالية من أجل بلدكم وشعبكم ومصالحهم العليا ..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *