منذ اندلاع الحرب في اليمن، لم تتوان التقارير الغربية عن تسليط الضوء على الحرب في اليمن و تأجيج الصراع وإطالة أمده.
في خضم هذا المشهد المضطرب، تظهر تقارير غربية تنصح واشنطن بدعم القوات المسلحة اليمنية التابعة للتحالف العربي، مما يثير تساؤلات حول الدور الحقيقي لهذه التقارير في تأجيج الصراع وتقويض فرص السلام في اليمن.
تُظهر هذه التقارير تناقضًا صارخًا مع الجهود المعلنة لتحقيق السلام في اليمن، حيث تدعو إلى استمرار الدعم العسكري للتحالف، بينما تسعى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي شامل.
▪️ دعوة للتصعيد العسكري في اليمن وتقويض فرص السلام
يشير تحليل نشرة معهد الشرق الأوسط للعلوم العسكرية إلى أن القوات المسلحة اليمنية الموالية للتحالف العربي أبدت استعدادها للقتال، لكنها تحتاج إلى تزويدها بالأسلحة المناسبة لمواجهة قوات أنصار الله.
ويوضح المعهد أن الحل العسكري يبقى الخيار المرجح، خاصة بعد إعادة إدراج حركة أنصار الله على قائمة المنظمات الإرهابية.
- يؤكد التحليل على استعداد القوات الموالية للتحالف للقتال، لكنها تفتقر إلى العتاد والسلاح المناسبين لتحقيق التفوق في المعركة.
- يعتبر المعهد أن الحل العسكري هو الخيار الأمثل بعد تصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية، مما يعني ضمناً استحالة الحلول السياسية والتفاوضية.
- يدعو التحليل إلى إعادة هيكلة وتطوير القوات المسلحة اليمنية، بما في ذلك دمج منصات الدفاع الجوي، والقوات الصاروخية، والقوات الجوية والبحرية، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الاستخبارات والمراقبة والقوات الخاصة.
- يوصي التحليل بالتركيز خلال الأشهر الستة الأولى على تطوير قدرات الاستطلاع والاستخبارات، واستخدام الطائرات بدون طيار في العمليات العسكرية.
▪️ تأثير التقارير الغربية
- تركز التقارير الغربية بشكل كبير على الجانب العسكري في اليمن، متجاهلة الأسباب الجذرية للحرب والأبعاد الإنسانية الكارثية.
هذا التركيز المفرط على الحل العسكري يساهم في إطالة أمد الحرب وتعميق الأزمة الإنسانية.
- تتجاهل بعض التقارير الغربية بشكل ملحوظ جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف العربي في اليمن، والتي وثقتها العديد من المنظمات الدولية المستقلة.
هذا التجاهل يساهم في إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، ويشجع على استمرار الانتهاكات بحق المدنيين اليمنيين.
- تساهم التقارير الغربية المتحيزة في تضليل الرأي العام الغربي حول حقيقة ما يجري في اليمن.
هذه التقارير تقدم صورة مشوهة للواقع، وتتجاهل معاناة الشعب اليمني، مما يجعل من الصعب على الجمهور الغربي فهم الأزمة، والمطالبة بإنهاء الحرب.
▪️ عقد من الفشل يستدعي التساؤل
ما الذي يضمن عدم وصول الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة؟ في ظل تعقّد المشهد وتنازع القوى يظل مصير الأسلحة المقدمة للتحالف العربي مجهولاً.
فبعد عقد من الحرب، يجب الاعتراف بفشل الحل العسكري في اليمن.
لم تجلب الحرب سوى الدمار والمعاناة، وقوّضت فرص الاستقرار.
آن الأوان للتخلي عن الوهم، والاعتراف بأن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب.