يسرني أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى شعبنا العراقي العظيم بمناسبة ذكرى عيد النصر وتحرير العراق من براثن الإرهاب الداعشي الغاشم، في هذا اليوم التاريخي نجدد فخرنا واعتزازنا بتضحيات قواتنا المسلحة الباسلة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي الذين سطروا أروع ملاحم الشجاعة والإباء دفاعًا عن الأرض والعرض, هو يوم يعزز قيم التضحية والإخلاص، ويُظهر الفخر بقيادة الوطن لأبنائها الذين سطروا أروع البطولات، ويوجه رسالة للأجيال بأن الشهداء أحياء عند ربهم وأن تضحياتهم لا تُنسى، بل تظل منارة للأجيال القادمة. وحيثُ يختلطُ نورُ الإيمانِ بوهجِ الدماء، يقفُ الشهداءُ كشموعٍ أضاءت ظلامَ الأعداء، لم تكن أرواحُهم مجردَ فناء، بل كانت بذرًا للحياة، ورمزًا للخلود, إنهم قادةُ الفجرِ الذين استشهدوا ليشرقَ فجرُنا، وأبطالُ الحقِ الذين سُقيت الأرضُ بدمائهم لتزهرَ كرامةً وعزّة. إنهم الشهداء.. أحياءٌ عند ربهم يرزقون، تضيءُ سيرتُهم دروبَنا، وتُلهمُ قلوبنا معنى العطاءِ والفداء. لذا, برهن شهداء الحشد والقوات المسلحة والجيش وشرطة للجميع وأظهر بشكل قاطع لا يقبل الشك أن الهوية الوطنية هي السائدة فوق المسميات الأخرى واخرست جميع السن السوء ورواد الفتن، ، بل ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هي رسالة وفاء دائمة للوطن، وتكريم للرجال والنساء الذين بذلوا أغلى ما يملكون، وتجديد للعهد بمواصلة مسيرة العطاء والبناء, ليبقى العراق قويا عزيزا كما نراه اليوم. ومن أجمل ما قاله الجواهري عن العراق هو قوله الشهير حين كان يلفظها “عُراق” (بضم العين) قائلاً “يعزّ عليّ أن أكسر عين العراق لأنّ عين العراق لا تُكسَر أبداً. “لأن عين العراق لا تُكسَر أبداً”: تأكيد على صمود العراق وقوته، حتى في أشد الظروف، وأن روحه لا يمكن أن تُهزم أو تُكسر. ولذا عرف العراق وشعبة منذ ثورة العشرين ليومنا هذا بالصمود والانتصار إن هذا النصر لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل هو انتصار للإنسانية والعدالة والأمل، والمجد للعراق و العزة لشعبه , و نتحدث عن عظمة الشهادة ودور أمهات الشهداء، ودعوات بالرحمة والصبر لأهاليهم. وسلاما على الشهداء ، على الذين أحبوا الوطن و اهله بلا حدود، و بذلوا من اجل ذلك بلا حدود، و سقطوا على مذبح هذا الحب, وسلاما لكم وانتم في علًيين و الخزي و العار و الهزيمة لعصابات الجريـمة و الإرهاب. وعندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد و تختلط الدموع بالزغاريد عندها لا يبقى لدينا شيئاً لنفعله أو نقوله لأنه قد لخّص كل قصتنا بابتسامته. وبوركت تلك السواعد التي حمت تربة هذا الوطن الغالي وحفظت هذا الوطن ومقدساته من تلك الهجمة الشرسة التي تعرض لها عراقنا العزيز لذلك كانت لتلك السواعد الخيرة كفيلة بالقضاء على كل المؤامرات التي رسمت ضد هذا الوطن وشعبة وكانت خير ملبي لنداء الحق نداء المرجعية ونداء النصرة للعراق وانطلق رجال هذا الوطن لتلبي نداء المرجعية من شيبتها وشبابها واطفالها , وانطلقت نحو تحقيق الحق ونصرة المظلوم حين تعالت الصرخات من ظلم وجور تلك الوحوش التي جاءت من وراء الحدود وها هي سواعد رجال الحق اليوم تمتد مرة اخرى لتزرع ارض الوطن حاملة معها الامل والتفاؤل نحو غد مشرق لهذا البلد المعطاء وليثبتوا للعالم مرة اخرى انهم ليسوا دعاة للحرب والقتل بل دعاة للخير والسلام. وكانت كلّ قطرة دم سقطت من شهداء العراق من حشده وجيشه قواته المسلحة الباسلة سقت ارض العراق ونخيل الوطن فارتفع شامخاً وكلّ روح شهيد كسّرت قيود الطواغيت وكل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الموسم بالدماء. وها هنا اليوم ان نفتخر بهذا التاريخ وسيبقى الى الاجيال نحتفل بهذا اليوم يوم النصر الذي سيبقى في الاذهان مطبوع ومرسوخ لدى الجميع والاجيال القادمة سيحدثهم التاريخ عنهم, لأن لديهم ابطال نصروا وطنهم ، أن شهداء العراق لا يعدون ولا يحصون، فمنذ فجر التاريخ والعراقيون يقدمون أرواحهم فداءً للرفعة والعزة والكرامة، لذلك فإن العراق مقبرة للغزاة وسيظل لأن أبنائه دوما هم الدرع والسيف ضد قوى الشر والضلال من الإرهاب الأسود والغزاة المحتلين. واليوم نرى أن هذا الزخم من الجيل المقاتل من أجل الحرية والعقيدة، وتلك السواعد التي عانقت الموت، وأثبتت للعالم أننا شعب مسالم ويحب الحياة الكريمة ومؤمن بالدفاع عن الوطن في أي لحظة يحتاج له الوطن، وأن لقادتنا ومراجعنا كلمة أقوى من السلاح، وعندما تصدح نتسلح ونقاتل من اجل الدفاع عن العرض والأرض، فأننا نكون على أهبة الاستعداد وفي زمن قياسي, وكلهم عقيدة بالحفاظ على انفسهم كما هم مطالبون بالنصر على اعداء الاسلام ومشتاقون للشهادة.. فأن نصرنا يكتحل برؤيتهم عائدين الى أحضان أمهاتهم سالمين يعانقون أهلهم وأحبتهم. لذا، علينا أن نتباهى ونحن نحتفل بهذا اليوم الحافل ببطولات وتضحيات رجال هم أعز الرجل، تقديرا لأرواحهم الطاهرة، وعرفانا بفضلهم العظيم، ونشارك أنفسنا وأسرهم ذكراهم العطرة بكل فخر واعتزاز، ونروى لأبنائنا وللعالم كله جيلا وراء جيل تضحياتهم التي لولاها ما علا صوت الحق، ولا ارتفعت راية الأوطان، ولا انتصر الحق على الباطل. الوطن هو الحب الأبدي الذي لا يتوقف، وهو المكان الذي نجد فيه الأمان والانتماء والهوية، ويبقى في قلوبنا حتى لو غادرتنا أقدامنا. إنه الشجرة التي تستظل بظلها، والأرض التي تُحيينا، والمدرسة التي تعلمنا معنى الحياة، ويستحق منا كل الحب والتضحية والفداء. علينا أن نتذكر دائمًا أن العراق بيتنا الكبير، والعراق أمانة في أعناقنا، وأي محاولة للمساس بوحدته هي طعنة في قلب كل عراقي شريف. و “نحن أبناء هذه الأرض” يا شباب العراق، يا من ولدتم من رحم هذه الأرض الطيبة، أنتم الأمل الذي يستند عليه الوطن. ونسأل الله أن يحفظ عراقنا الغالي، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يوفقنا جميعًا لخدمة هذا الوطن العظيم.


