حصر السلاح بيد الدولة مشكلة الداخل الأمريكي وليس العراق

حصر السلاح بيد الدولة مشكلة الداخل الأمريكي وليس العراق
الميليشيات المسلحة في الولايات المتحدة تجاوزت 200 مجموعة تضم آلاف الأفراد، نفذت مئات الجرائم منذ 2010. تمويلها داخلي وخارجي، وارتبط بعضها بجهات صهيونية، ما يجعلها تهديدًا خطيرًا للأمن الأمريكي وصورة الانقسام المجتمعي والسياسي....

أولاً: مقدمة – من الخيال إلى الواقع 

فيما تنشغل الأنظار بـ«الإرهاب الدولي»، تنامى داخل الولايات المتحدة تهديدٌ محليٌّ أخطر بكثير: الميليشيات المسلحة التي تعمل في وضح النهار، تُدَرّب أفرادها على السلاح الفردي والثقيلة، تُعلن العداء للحكومة الاتحادية، وتُسجّل بحقّها سنويّاً عمليات قتل واعتداء وخطف وتفجير. يضع هذا التقرير القارئ أمام أرقام الانتشار، وهوية الجناة، وحجم الدمار، ثم يكشف لأول مرة – بالوثائق المنشورة – خيوط الارتباط بين بعض هذه المجموعات ومنظمات صهيونية داخل الولايات المتحدة، ومصادر تمويلها من جهات أمريكية وغير أمريكية.

ثانياً: انتشار الميليشيات – خريطة الأرقام 

– العدد الفعلي: تُقدّر مؤسسة «The Conversation» عدد الميليشيات النشطة اليوم بنحو 169 إلى 200 مجموعة، مقابل 859 مجموعة في ذروة التسعينيات، ثم انهيار بعضها بعد ضربات أمنية، ثم عودة قوية منذ 2016 بفعل خطاب «الانقسام السياسي ومعاداة الهجرة» .

– الانتشار الجغرافي: لا توجد ولاية أمريكية خالية من الميليشيات؛ لكن معظم التجمعات يتركز في:

– تكساس (حدود المكسيك)

– ميشيغان وولايات أوريغون/إيداهو (مناطق الغابات والجبال)

– فيرجينيا وكارولاينا الشمالية/جنوبية (مناطق ريفية)

– الحجم التنظيمي: تتراوح المجموعات بين 10–300 عضو، بمتوسط 60 فرداً للميليشيا الواحدة؛ أي ما يعادل نحو 10 آلاف مقاتل أمريكي» يتدربون دورياً على السلاح المتوسط والثقيل، رغم أن القانون الفيدرالي يجرّم أي نشاط شبه عسكري خاص .

ثالثاً: حصيلة الجرائم (2010–2024) 

  1. الإرهاب المحلي (2010-2021):

– عدد الحوادث التي صنّفتها وزارة الأمن الداخلي «إرهاباً محلياً»: 231 حادثة، توزعت على 42 ولاية، وأسفرت عن 145 قتيلاً و370 جريحاً .

– أكثر من ثلثي الضحايا سقطوا على يد متطرفين عنصريين أو مناهضين للحكومة.

  1. جرائم القتل المتطرفة (2022-2024):

– 2022: 28 قتيلاً.

– 2023: 20 قتيلاً.

– 2024: 13 قتيلاً (كلهم على يد يمينيين متطرفين؛ 8 منهم من «السوبريماسي البيض» و5 منادين بـ«مقاومة السلطة») .

– 2025 (خلال أسبوعين فقط): 15 قتيلاً في هجوم الشاحنة بنيو أورلينز الذي أعلن منفذه ولاءه لتنظيم «داعش» رغم علمنا أن داعش صنيعة الحكومة الأمريكية.

  1. الإجمال العام للقتلى جراء «العنف السياسي/الإرهاب» منذ 1975 حتى اليوم: 3,597 شخصاً، منهم 83 % في هجمات 11 سبتمبر؛ أما باستثناء تلك الهجمات فإن اليمين المتطرف يتصدر القائمة بـ63 % من القتلى، ثم الإسلاميين 23 % (وهم مجموعات صنعتها الحكومة الأمريكية لتوجيه الكراهية للمسلمين، ثم اليسار 10 % .

رابعاً: أبرز الميليشيات وجرائمها المسجلة: 

– «الحراسَة (Oath Keepers)»: أدين زعيمها ستيوارت رودز بالتحريض على التمرّد بعد اقتحام الكابيتول (2021).

– «ثلاثة في المئة (Three Percenters)»: تورّط أفرادها في تفجير مينيابوليس 2020 ومؤامرات خطف حكام ولايات.

– «بوغالو بويس»: نفّذ عضو مؤثر فيها هجومين على عناصر أمن في كاليفورنيا (2020) أسفرا عن مقتل شرطي وحرّاس أمن.

– «المواطنون السياديون (Sovereign Citizens)»: أعلنوا «الاستقلال عن الحكومة»، قتلوا 7 من رجال الشرطة خلال 2022-2024 فقط .

خامساً: من يمول؟ – داخلياً وخارجياً 

– داخلياً:

– تبرعات فردية عبر منصات «GoFundMe» و«GiveSendGo» تحت غطاء «الدفاع عن الحرية».

– شركات أسلحة صغيرة ترعى معارض السلاح الخاصة بالميليشيات.

– أثرياء محافظون متطرفون (مثل عائلة ميرسير التي مولت «كامبريدج أناليتيكا»).

– خارجياً:

– تقارير استخبارية غير رسمية تلمّح إلى تدفقات مالية أوروبية من جماعات يمينية متطرفة.

– لا تتوافر حتى اليوم إدانات قضائية أمريكية بتلقي تمويل مباشر من دول أجنبية، لكن تقرير «GAO» يشير إلى أن التحقيقات «ما زالت جارية» في شبهات تمويل عبر عملات رقمية.

سادساً: الصلة بالكيان الصهيوني والمنظمات الصهيونية داخل أمريكا

– لا توجد أدلة قضائية أمريكية رسمية تُدين ميليشيا محددة بتلقي أموال أو سلاح من الحكومة الإسرائيلية.

– غير أن مؤسسة «ADL» (الدفاع عن اليهود) نفسها التي تراقب اليمين المتطرف أحصت عشرات حوادث «العداء لليهود» ارتكبها أفراد من هذه الميليشيات، وهذا يضعنا أمام سؤال من هم اليهود الذين تمت تصفيتهم هل هم من اليهود الصهاينة أو من مناهضين الصهيونية، وبما أن لا توجد دعاوى قضائية ومع فاعلية منظمة إيباك الصهيونية في أميركا نعرف أن من تم أغتيالهم هم من اليهود المناهضين للصهيونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *