رجل الدین اومايطلق عليه احیانا ( المعمم ) هو ذلك الرجل الذی اکتسب من العلم الديني مایؤهله أن یحرس ویوجه افراد المجتمع نحو صلاح الدین والدنیا ،في العبادات والمعاملات ونستطیع القول أنه المتخصص الذی یتصرف او یعمل وفق علومه التی اکتسبها لکي یؤدی دورین مهمين اولهما :توضيح الافكار والعبادات التي ينبغي على المسلم تعلمها ويذكر الاخرين بواجباتهم الشرعية وتانيهما: تحذيرالمكلفين ان لايقعوا في الانحراف والذنوب او تبني سلوكيات وممارسة افكار لاتنسجم مع الدين وضوابط واساسیات المجتمع الاسلامي ، قال تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} واجبهم اذن كما اسلفنا التفقه اي طلب العلوم الشرعيه وثانيهما انذار المكلفين لكي يحذروا الوقوع في الظلال او ان تجرفهم الفتن لجهة لايرضاها لهم الله تعالى، ورجل الدين الذي يؤدي هكذا واجب خطير عليه ان يمتلك صفات ومزايا تحببه وتقربه للناس ،قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (العالم ،الدين شريعته، والحلم طبيعته، والرأي سجيته، إن سئل أجاب، وإن تكلم أصاب، وإن سمع وعى، وإن حدث صدق، وإن اطمأن إليه أحد وفى) وفي تاريخنا رأينا وسمعنا عن علماء عظماء كبار خدموا الامة وصانوها ودفعوا عنها البلايا وقت الشدائد والمحن وتاريخنا مليء بهؤلاء العظماء، وينطبق عليهم قول الامام المهدي (عجّل الله فرجه قبوله): وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله ،اذن موقع العلماء هو الاجابه عن ما ترید الامة أن تتعلمه من امور دینها ودنیاها ، وکذلك ممارسة دور التحذیر من الوقوع فی الآثام والمعاصي او صدهم عن ارتکاب اي عمل لایرضي الله سبحانه وتعالی ،اذن دور العالم هو بمثابة جهاز انذار مبکرللناس ! والذی یجری فی هذه الفترة هو الهجوم المبرمج للأساءة لسمعة العلماء والحط من مکانتهم عند الشباب لکی یقوم اصحاب الافکار الظاله والمنحرفة ببث سمومهم بدواعي التحضر والثقافة، وحقیقة القضیة ان الثقافة لاتعني التهتك والانحراف وارتکاب الموبقات والمعاصي والمخالفات الاخلاقیة التی ضاقت بها حتی المجتمعات غیر الاسلامیة ! لان الدين ليس علاجا لمشاكل المسلمين فقط بل لكل الناس ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) علیه لابد من تجذیر الوعي والتحذیر من مکائد الناس المنحرفین الذين يسعون لأبعاد وألهاء الشباب عن سماع توجيهات ووصايا العلماء واعني بهم العلماء الثقات وليس كل من ادعى العلم ، فأستهداف العلماء نهج معادي لابد من التصدی له بالکلمة التی تبین موقعهم والدفاع عنهم ضد کل من یحاول أن یستهدفهم بالکلمة الخبیثة او الاتهامات الباطله ، والعاقبة للمتقین .


