Search
Close this search box.

سيكولوجية إدارة الذات وأثرها على المبدع والمجتمع

سيكولوجية إدارة الذات وأثرها على المبدع والمجتمع
سيكولوجية الذات هي التصوير الإدراكي و النزعوي والوجداني لهوية الفرد، أو لالتماس التجربة الإبداعية؛ حيث أن العبقرية والإبداع والابتكارية سمات تقترن...

سيكولوجية الذات هي التصوير الإدراكي و النزعوي والوجداني لهوية الفرد، أو لالتماس التجربة الإبداعية؛ حيث أن العبقرية والإبداع والابتكارية سمات تقترن بالشخصية الإنسانية ومدى حاجات كل منها ..

 من هو الذي أعطى الشخصية علاماتها الإبداعية الفارقة ..؟

يعتبر مفهوم الذات النواة الرئيسية التي تقوم عليها الشخصية، و عظمة المبدع من عظمة النفس الإنسانية التي تَولّد منها، فهي الرحم الذي تولدت منه العلوم والفنون ، فتجلّت جلالة المبدع/الخالق من كونه طريقًا مباشرة تنزل به مكنونات النفس نزول استقرار وطمأنينة، وتفسّر من خلاله دوافعها وتنتصر فيه لقناعاتها دون مد يد عون من أحد، أقرب فيه ما تستجدي الذات بذاتها.

إن سيكولوجية ذات المبدع قضية جدلية من الصعوبة الوقوف معها أو ضدها، فإذا كان المبدع يمتلك العزيمة والإرادة الحسية والنفسية، فسيدع ذلك المارد يترجل بحرية.. أما إذا كان المبدع من أصحاب التأجيل والتسويف، فسيتبخر الحلم والحالة.

المبدع الحقيقي لا يستطيع إلا أن يبدع مدفوعًا بهاجسٍ داخليٍ لا يمكن له مقاومته أو فهمه، ولا يكتب من أجل المال، أو المجد والشهرة..التميز الحق ينبع من داخل النفس، ولا يفرض من الخارج ، والإبداع هو إنتاج شيء ما، على أن يكون هذا الشيء جديدًا في صياغته، وإن كانت عناصره موجودة من قبل.

ويرى «برونوفسكي» أن الشخص يصبح مبدعًا عندما يجد (الوحدة) في (تنوع) الطبيعة، أو في الأشياء التي لم يكن يظن من قبل، ولا يتوقع أن يكون بينها وحدة باعتبار الشخصية المبدعة هي التي تعمل على تصدير المعارف وليس الاكتفاء باستقبالها.

وعادة ما يميل المبدعون إلى انفاق قدر كبير من الوقت في اكتشاف العمل الفني المبدع وتحديده أو اكتشاف المشكلات الاستثنائية برؤية أخرى تختلف عن الرؤية العامة للناس .

لذا فإن المبدعين لهم بعض الصفات تختلف عن الناس العاديين وبشكل أكثر من الآخرين ومنها : المثابرة والإصرار وبذل الجهد بصورة مكثفة فضلا القدرة على أن يكونوا في براءة وصراحة الأطفال والكشف عن مشاعر يتم في العادة قمعها، لكن المبدع يملك النفس الطويل.

والذات المبدعة تعمل إلى إدارة الوقت من أجل الاستغلال الأمثل لموارد الوقت والاستفادة القصوى وتحقيق التوازن بين الواجبات والرغبات والأهداف والاستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق بين الناجحين والفاشلين، والفوارق بين الفعاليات النفسية وإدارة الوقت هذه هي أساس العلائم الفارقة بين المبدعين.

لم يكف الجدل عمن هو الإنسان المبدع رغم أن هذه المسألة  ظلت دون حسم قاطع ،لكن ربما توصل علماء النفس الى متقاربات في الرؤية، وأكد الباحثون  في سيكولوجية  الذوات المبدعة إن السلوك الابتكاري وسمات التفوق العقلي والقدرات غير الاعتيادية تظهر منذ مرحلة الطفولة ووصف الإبداع على أنه لحظة البصيرة – يكاد يكون مثل التنوير والتدخل الإلهي ومضة والحيلة هي إطالة هذه اللحظة والأفراد المبدعون هم أشخاص يمكنهم تطوير رؤاهم المفاجأة ويظهرون طريقاً جديداً ويفتحون إمكانيات جديدة .

علينا أن ندرك أن إدارة الذات هي أداة التغيير الشخصي الذي ينبني عليه تغيير حال الأمة والمجتمع ، قال تعالى:” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” ،ونهضة المجتمعات والأمم تبدأ من نهضة أفرادها..

المبدعون لهم طقوسهم الخاصة، وفلسفتهم وتكوينهم المختلف نفسيًا وحسياً، هم موارد ينهل منها الإبداع الخارج عن المألوف ومكامن يُستقى منها الجمال، وهذا الإبداع غالبًا لا يعترف بعامل الوقت، فهو زائر جميل متى أراد، و يمضي بثقة نحو النجاح، مهما كانت التحديات.

أجمل ما في  ذات المبدع ، هو أنه يعبر عن قوة الرؤية المستقبلية ، و يعطي أصحابه ملكة جيدة على التنبؤ بالقادم ، أو القدرة الذهنية على أيجاد الترابط و الاتصال بين أجزاء الأعمال و الخطط المختلفة لتنمية المجتمع.. و تتمثل هذه الملكة لموهبة رؤية الذات بشكل منطقي و متوازن ثم رؤية الغير كذلك..

والعمل الدائم على تطوير ( الملكات الأربع  ادراك الذات والضمير والارادة المستقلة والخيال المبدع) والتي تشكل “البوصلة” في حياة الانسان.

فالتأمل والبحث في سيكولوجية الذات عمل تكتنفه المعضلات، وهو أشبه ما يكون بالبحث في رمال متحركة، إنها عملية تتطلب الشجاعة، لأنها تنطوي على إزالة طبقات التوقعات المجتمعية والقيود المفروضة ذاتيًا للكشف عن جوهر هوية الفرد.

وهو كذلك اقتفاءٌ للأثر من خلال الشعر في بيت، والنثر في كلمة، والرسم في لون، وهو تعقبٌ للريح والصدى ورجوعٌ إلى ذاكرة المَحْو والماء و النار والتراب وهو رؤية ما لا يراه الآخرون.

يؤدي الاعتماد على البوصلة الشخصية إلى امتلاك القدرة على تحديد الأهداف التي يرغب الفرد في تحقيقها بحياته ،و إدارة الذات هي أن تكون أنت القائد الحقيقي لحياتك ليست الظروف ، ولا الناس، ولا المزاج هي من تقرر من أنت، و دائماً ما تقود إدارة  الذات الجيدة إلى نتائج عظيمة، والأهم في تحقيق النجاح أن تبدأ من ذاتك.

وهذا يتأكد لنا القيمة الجوهرية الكامنة في سيكولوجية إدارة الذات  من خلال  قول ألبرت آينشتاين: «تُقدَّر القيمة الحقيقية للإنسان بدرجة سيطرته على ذاته».

أن الطبيعة العفوية للعملية الإبداعية ،والخبرة الجمالية إنتاج فطري يمنح المبدع مهارة شخصية وبصمة وجودية في المجتمع ” حيث لا يستطيع المبدع نفسه أن يفسر كيف أتته هذه الفكرة” أي أن الموهبة الذاتية هي إنتاج فطري  من حيث لا توجد تعليمات محددة يمكن أن تعطى من أجل إنتاجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *