Search
Close this search box.

طلب أمريكي يثير التساؤلات، وتصعيد إقليمي يلوح في الأفق

طلب أمريكي يثير التساؤلات، وتصعيد إقليمي يلوح في الأفق
فمن المحتمل أن يكون الهدف من الطلب الأميركي هو إبطاء التصعيد بدلاً من أن يكون مجرد تأجيل حتمي لتطورات خطيرة قد تحصل لاحقًا.

طلب واشنطن الغامض…هل يتجنب التصعيد أم يؤجله؟

في وقت تشتعل فيه مياه البحر الأحمر، وتغلي سماء اليمن بدخان الصواريخ القادمة والراحلة، لا تهدأ كواليس السياسة الدولية.

ومن وسط هذه العاصفة، تبرز أنباء لافتة، واشنطن، التي تقود الضربات الجوية ضد أنصار الله في اليمن ، طلبت من إسرائيل التراجع والبقاء خارج الساحة اليمنية، وترك مهمة ضبط الإيقاع لها وحدها.

طلب أميركي يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه يحمل بين طياته أسئلة كبرى! يأتي هذا الطلب في ظل نقاشات إسرائيلية حول الرد على صواريخ أُطلقت مؤخرًا من اليمن، والتي أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض أحدها بعد تفعيل صفارات الإنذار في مناطق متعددةحسب زعمه.

▪️ الأسباب التي جعلت أميركا تطلب من إسرائيل عدم الرد على الهجمات:

  • تُعدّ العمليات الإسرائيلية في اليمن معقدة بسبب المسافة الكبيرة، والتي تتطلب تزويد الطائرات بالوقود جوًّا.

فالبعد الجغرافي بين إسرائيل واليمن يشكّل تحديًا كبيرًا في إطار ردع الهجمات اليمنية المتواصلة على إسرائيل.

  • الواقع اليمني أكثر تعقيدًا من أن تُفتح فيه جبهة إسرائيلية جديدة.

وتُدرك أمريكا أن أي ضربات إسرائيلية لن تنجح في ثني أنصار الله عن دعم الفلسطينيين، خاصة مع استئناف الكيان الصهيوني عملياته العسكرية في غزة من جديد.

  • لا توجد ثقة أمريكية مطلقة بقدرة الكيان على الحسم في الملف اليمني، ويعود ذلك لعدة أسباب، من أبرزها أن الضربات اليمنية أثبتت فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي لم تنجح في التصدي لجميع الصواريخ التي أُطلقت من اليمن خلال الفترات الماضية.

 

▪️ هل تستجيب إسرائيل للطلب الأميركي؟

  • في الوقت الحالي، من المرجح – ولو مؤقتًا أن تُظهر إسرائيل قدرًا من الانضباط الاستراتيجي استجابة للطلب الأميركي، مع إبقاء “الرد” خيارًا مؤجلاً أو غير مباشر وذلك إذا تصاعدت الهجمات اليمنية بشكل كبير، أو وقعت إصابات مباشرة داخل إسرائيل أو استُهدفت مواقع استراتيجية، فقد تضطر إسرائيل للتحرك، حتى لو عارضت واشنطن، لكن في الوقت الحالي تواجه إسرائيل تحديات لوجستية كبيرة مما يقلل من فعالية أي عمليات انتقامية.

إضافة إلى ذلك، تلتزم إسرائيل بالحذر لتجنب فتح جبهة جديدة قد تستنزفها، بينما تواصل التركيز على الصراع مع غزة.

 

▪️ في الختام، ومن خلال ما سبق، تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على سيطرتها على مجريات الأحداث في المنطقة.

يشير الطلب الأميركي إلى أن إسرائيل غير قادرة على معالجة التهديدات اليمنية بفعالية.

  • يعكس الموقف الأميركي إدراكًا للمخاطر الجغرافية والسياسية المعقدة التي يواجهها أي تدخل إسرائيلي في اليمن، مما يعزز فرضية أن تدخل إسرائيل بشكل مباشر لن يحقق نتائج ملموسة.
  • إسرائيل، رغم قبولها الظاهري للطلب الأميركي، قد تكون لديها خطط بديلة.

من المرجح أنها ستراقب الوضع.

  • سيناريو الحل الدبلوماسي يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي، وسيناريو استمرار الوضع الحالي هو الأكثر ترجيحًا.
  • طالما أن إسرائيل مستمرة في عدوانها على غزة وتواصل حصارها ومنع دخول المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية لشعب غزة، فإن جبهة الإسناد اليمنية ستظل قائمة ولن تتوقف.

فمن المستحيل فصل هذه الجبهة طالما أن العدوان الإسرائيلي مستمر.

– يمكن القول إن طلب واشنطن لإسرائيل بالبقاء خارج الساحة اليمنية لا يعني بالضرورة تجنب التصعيد بشكل نهائي، بل هو في الواقع محاولة لتأجيله أو تجنبه مؤقتًا.

فمن المحتمل أن يكون الهدف من الطلب الأميركي هو إبطاء التصعيد بدلاً من أن يكون مجرد تأجيل حتمي لتطورات خطيرة قد تحصل لاحقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *