وزراء البصرة تمثيل غائب وحقوق معلّـقة

وزراء البصرة تمثيل غائب وحقوق معلّـقة
ينتقد النص غياب تمثيل فعلي للبصرة في الوزارات الاتحادية، ويرجع ذلك لتغليب الولاءات الحزبية على الكفاءة، ويؤكد أن البصرة تستحق وزراء أكفاء يدافعون عن حقوقها وثرواتها، لا شخصيات مختارة لإرضاء الأحزاب...

البصرة، المحافظة الأغنى بثرواتها، والأعرق بتاريخها، والأكبر بتضحياتها، تدخل كل دورة حكومية وهي تحمل أملاً جديداً بأن يجد أبناؤها مكاناً لائقاً في الإدارة الاتحادية! لكن السؤال الذي يتكرر -وربما بإلحاح أكبر اليوم- هو: ماذا جنت البصرة من كل الذين استوزروا الوزارات في الحكومات الاتحادية؟

وهل مثلوا البصرة خير تمثيل؟

أولاً: حصيلة وزراء البصرة صوتٌ خافت ونتائج باهتة على مدى الحكومات السابقة، مرّ على الوزارات الاتحادية عدد من الوزراء المنسوبين إلى البصرة .. لكن النتيجة العامة يمكن تلخيصها بكلمتين: لا مكاسب واضحة. ولا تمثيل فعلي.

لم تنجح “معظم” التجارب في تحويل وجود الوزير البصري داخل الحكومة إلى خطوات عملية تخدم المحافظة أو تنصفها، سواء في:

  • الموانئ التي تُـعدّ شريان العراق الاقتصادي.
  • النفط الذي تعتمد عليه الموازنة العراقية بأكثر من 90%.
  • البنى التحتية والخدمات التي بقيت أسيرة الوعود والتبريرات.

وجود الوزير لم يكن يعني وجود إرادة! وغالباً ما كان الوزير أسير الحزب الذي جاء به لا ممثلاً للبصرة التي أنجبته.

ثانياً: هل مثلوا البصرة خير تمثيل؟ الجواب المؤسف: لا. تمثيل البصرة داخل الوزارات كان شكلياً في أغلب الأحيان، إذ لم نشهد:

  • مشروعاً استراتيجياً واحداً تبناه وزير باسمه للبصرة.
  • دفاعاً صلباً عن حقوق المحافظة في الثروة التي تنتجها.
  • حضوراً ميدانياً يعكس ارتباطاً حقيقياً بالناس وقضاياهم.

كان كثير منهم يكتفون بالظهور الإعلامي أو بتسيير شؤون الوزارة بشكل روتيني، دون رؤية ودون جرأة ودون موقف.

ثالثاً: لماذا لا تختار الكتل السياسية بصريين أكفاء؟

السؤال مشروع، والجواب واضح:  الحسابات الحزبية تطغى على المهنية .. الأحزاب تبحث عن الولاء قبل الكفاءة، وعن الشخص الذي يمرّر قراراتها قبل الشخص الذي يعمل للبصرة.

– غياب الضغط السياسي والشعبي البصري المنظّـم :البصرة لم تُـشَـكِّـل كتلة ضغط قادرة على فرض شروطها كما تفعل محافظات أخرى.

– ثقافة الاستسهال:  يكفي أن يكون الوزير “منسوباً إلى البصرة”  ولا يهم أن يكون بصرياً حقيقياً أو صاحب إنجاز.

٤- استسهال منح الوزارات لشخصيات لا تمتلك الخبرة الفعلية في إدارة جهاز دولة معقد بحجم الوزارة الاتحادية.

رابعاً: عن الاختيارات الحالية .. عودة لذات المسار!

اليوم نسمع عن اختيارات بصرية لوزارات اتحادية، لكن يبدو أنها -كما جرت العادة- غير موفقة بالمرة. نحن لسنا ضد الأشخاص، ولكن ضد الفشل المتكرر .. وضد تكرار التجارب التي لم تُـثمر ..وضد إعادة تدوير أسماء لا تمتلك الرؤية ولا القدرة ولا الحضور. ونقولها بوضوح لن نتهاون في هذا الأمر أبداً، وسنتحدث عن الإخفاق كما ينبغي.

خامساً: لن نترك نفط البصرة ولا موانئها ولا صحة العراق

البصرة ليست رقماً انتخابياً، وليست “حصّـة” في مفاوضات الأحزاب .. هي العمود الفقري للاقتصاد العراقي، ومركز موانئه، وبوابة تجارته، ورافعة موازنته.

لذلك نقول بملء الصوت:

  • لن نترك نفط البصرة دون مراقبة ونقد ومطالبة بحقوق أبنائها.
  • لن نسمح بأن تُـدار موانئ العراق دون رؤية وطنية واضحة.
  • لن نصمت على سوء الخدمات الصحية وغياب المشاريع الحقيقية.

فهذا ليس خطاباً عاطفياً، بل حديثٌ موضوعي يضع النقاط على الحروف ويعيد الأمور إلى نصابها. البصرة تستحق وزراء: بصريين أكفاء وشجعان  أصحاب سيرة وتجربة وخدمة ..لا وزراء يُـختارون بالولاء ويُـقالون بالفشل أو يُـعوضون عن خساراتهم الإنتخابية بمناصب حكومية. البصرة تستحق تمثيلاً يعكس وزنها الحقيقي وقدرتها الاقتصادية ودورها الوطني.

المعركة اليوم ليست معركة أسماء، بل معركة منهج: منهج يقول إن البصرة ليست ملحقاً، بل قلب العراق النابض، وإن تمثيلها الوزاري يجب أن يليق بتاريخها وثروتها وأهلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *