الانتخابات العراقية 2025.. بين تراكم التجربة واستشراف المستقبل (توقعات انتخابية)

الانتخابات العراقية 2025.. بين تراكم التجربة واستشراف المستقبل (توقعات انتخابية)
تُعدّ انتخاباتُ 2025 في العراق مفترقَ طريقٍ بين ترسيخِ الدولةِ القوية واستمرارِ أزماتِ ما بعد 2014، حيثُ يتقدّم الوعيُ الشعبيّ وتتنافسُ القوى الشيعية والسنية والكردية ضمنَ مشهدٍ ناضجٍ يُرجَّح أن يُفرزَ حكومةَ أغلبيةٍ وطنيةٍ أكثرَ تماسكًا....
بعد عقدين من العمل الديمقراطي، تقف انتخابات 2025 أمام مفترق طرق بين ترسيخ الدولة القوية، أو استمرار مهازل الدائرة السياسية ما بعد 2014 . تجربة العراقيين مع الانتخابات لم تكن سهلة، لكنها صنعت وعيًا سياسيًا ناضجًا يرى بوضوح أين يجب أن تذهب أصواته وأين لا يجب أن تُمنح الثقة.

ما بين إصرار المشاركين واحتجاج المقاطعين، وإرشاد المرجعيات الدينية، تقف البلاد على أبواب انتخابات جديدة قد تكون الأهم بعد 2005 و2014 و2018 و2021.

ملامح المشهد السياسي قبيل انتخابات 2025

1. ارتفاع الوعي الانتخابي

العراقي اليوم يميز بين الشعارات والقدرة الفعلية على الإنجاز.

لم يعد الانتماء الحزبي كافيًا، بل يُسأل المرشح: ماذا فعلت؟ وأين كنت حين احتاجك الناس؟

2. عودة الثقل السياسي التقليدي

الأحزاب الكبيرة تعود للواجهة بعد أن أثبتت التجربة أن القوى الصغيرة دون ظهير شعبي لا تستطيع إدارة الدولة.

3. حضور الحشد الشعبي بمشهد سياسي ناضج

المشاركة ضمن أطر قانونية وشرعية.

وعي جماهيري بأن من قاتل ضد الإرهاب يحق له أن يقاتل في ساحة السياسة.

4. تراجع مزاج المقاطعة

بعد نتائج 2021، بات واضحًا أن المقاطعة تُسلم القرار لغير أصحاب التمثيل الحقيقي.

الجمهور الذي قاطع شعر بفقدان التأثير.

5. تنافس داخلي شيعي – شيعي

لا خلاف على الوجود الشيعي كأغلبية، بل الخلاف على شكل القيادة ونموذج الدولة.

6. تنافس سني جديد

صراع بين مشروعين: مشروع دولة وطنية، ومشروع تحالفات خارجية وخطابات إعلامية مليئة بالاستفزاز الطائفي.

7. الموقف الكردي

اقتراب إعادة توزيع النفوذ بين أربيل والسليمانية.

تغير بوصلة الناخب الكردي من الولاء الحزبي إلى البحث عن خدمة وكرامة اقتصادية.

توقعات و احتمالات نتائج انتخابات 2025

(تخمين واقعي)

استنادًا إلى سلوك الناخب وتجارب الانتخابات السابقة، والمعطيات السياسية الحالية:

معسكر الأغلبية الشيعية

الدعوة وتحالفاته السياسية يتجه لتحقيق أكبر كتلة سياسية.

القوى الحشدية ستحقق حضورًا مؤثرًا وواسعًا في مناطق الوسط والجنوب.

التيار الصدري بسبب قرار عدم المشاركة سيتم امتصاص جزء كبير من جمهوره من قبل القوى المنافسة.

احتمال تشكيل محور شيعي قوي بقيادة الدعوة  + الحشد +باقي القوى الشيعية + ثلاث ارباع نواب الاعمار  التنمية بلا رئيسه وداعميه

المعسكر السني

بروز قيادة جديدة بعد تراجع بعض الأسماء التقليدية.

صراع بين مشروع وطني ومشروع مدعوم خارجيًا.

مناطق الأنبار ونينوى وصلاح الدين ستحسم لصالح القوى الأكثر تنظيمًا والأقل صدامًا مع الدولة.

المعسكر الكردي

المنافسة ستكون أشد من أي وقت مضى بين أربيل والسليمانية.

السليمانية قد تحقق مكاسب إضافية إذا استمر الضغط الشعبي ضد الانفراد الحزبي في أربيل.

النتيجة المتوقعة لمسار السلطة

شكل الحكومة المتوقعة

حكومة أغلبية وطنية بقيادة قوى شيعية مركزية (تقليدية) .

دعم برلماني من ممثلي الحشد.

شراكة مع قوى سنية معتدلة وقوى كردية منفتحة على الحوار.

الفائز الأكبر

الوعي الشعبي الذي بدأ يفرض شروطه.

الاستقرار السياسي إذا تشكلت حكومة متماسكة دون مناكفات داخلية.

الخاسر الأكبر

من يراهن على المقاطعة أو الخطاب الطائفي أو الفوضى من الخارج.

خلاصة: انتخابات 2025 ليست مجرد أصوات

إنها معركة:

هوية الدولة

استقلال القرار الوطني

دور العراق الإقليمي

تعزيز قوة الدولة ضد الفساد والفوضى

ولأول مرة منذ سنوات، تبدو الكتلة الأكبر أكثر اقترابًا من التشكّل الواضح، وأقرب لتجربة الدولة القوية بدل الحكومة الضعيفة.

ويبقى صوت الشعب هو الفيصل…

والتاريخ يكتب بأيدي الحاضرين لا الغائبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *