مع وجود آلاف البعثية وأولاد البعثية ممن يقودون أهم مفاصل الدولة ووزاراتها منذ 2003 وحتى الآن، إلا أن الخطر الأكبر الذي نسمع عنه دائمًا في الإعلام، وبما ينكس سلبًا على الشارع، هو خطر التمدد الإيراني الغير مرئي والوهمي في الحكومة العراقية!
ومع وجود عشرات السياسيين والمنبطحين يعملون في كل مفاصل الدولة والحكومة لإخضاع العراق للمطالب المهينة للاستعمار بحجة الاستثمار من قبل السعودية والإمارات والأردن ومصر، أو لتركيا، إلا أن المشكلة الأكبر عندهم هي محاربة التمدد الإيراني في العراق!
الاختراق الإسرائيلي والأمريكي في العراق
ومع وجود اختراق إسرائيلي واضح وعلني في الشارع وفي الحكومة، على الأقل وجود شركات إسرائيلية بغطاء إماراتي وسعودي، أو في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يدفع نحو التطبيع بالترهيب أو الترغيب، وبحجج كثيرة، آخرها التخوف من الضربة الجوية الإسرائيلية الأمريكية لمكتسبات العراق لما بعد 2003!
الأهم عند هؤلاء المتأمركين هو محاربة التمدد الإيراني الوهمي في العراق!
ومع وجود احتلال أمريكي في بغداد، ابتداءً من تسلط السفارة الأمريكية على القرار السياسي والاقتصادي والعسكري، ومع وجود قوات أمريكية في القواعد وهيمنة جوية على أجواء العراق، وعشرات الآلاف من الذيول (أحزاب وتيارات وسياسيين وإعلاميين ومحللين وأصحاب رؤوس أموال ومدونين ومطبلين وقرقوزات)، يدافعون عن رؤية السفارة حتى وإن كانت ضد مصلحة العراق، ويعلنون دائمًا وأبدًا “سلم من سالمها وحرب لمن حاربها”!
الأهم من ذلك هو محاربة التواجد الإيراني المتمثل باحتلالها لقواعد عسكرية في العراق، عجزت حتى أدق الأقمار الصناعية التجسسية عن العثور عليها، لأن الحقيقة أنه لا وجود لمثل هذه الأكاذيب!
ومع وجود احتلال تركي معلن أمام الجميع في أغلب إقليم كردستان، ووجود تصادمات وقتال وضربات جوية تستهدف قرانا ومناطقنا والناس الأبرياء فيها، إلا أن المصيبة أن الجميع يترك هذا الاحتلال والتدخل والاختراق المهين والواضح، ليمطّي كذبة محاربة الاحتلال الإيراني للعراق!
أطماع القوى الإقليمية والسيطرة الأمريكية
ومع وجود أطماع سعودية في بادية السماوة، وأطماع إماراتية في الموانئ والمشاريع الاستراتيجية، وأطماع أردنية ومصرية لسرقة النفط العراقي والاستثمارات في العراق، إلا أن الجميع يترك كل هذه الحقائق ويتعلق بكذبة الاحتلال الإيراني المزعوم لسرقة ثروات العراق!
الآن، الاقتصاد العراقي (أموال النفط) بيد أمريكا، تسليح الجيش العراقي بيد أمريكا، أعمار الكهرباء بيد أمريكا، مصارف العراق بيد أمريكا، الاقتصاد الداخلي بيد أمريكا لأنها تسيطر على دخول الدولار إلى العراق، قوانين العراق المهمة بيد أمريكا (والدليل تأجيل قانون الحشد في مقابل الإسراع بقانون العفو العام)، المشاريع والاستثمارات للشركات العربية والتركية، ومع ذلك ينبحون: إيران برة برة!
أحدهم يعترض ويرد على كلامي: “أنت نايم ورجليك بالشمس، هي الحكومة كلها بيد إيران!!” طيب، إذا كانت الحكومة بيد إيران، هذا يعني أن أسياد نعمتك من سياسي السنة أو الأكراد المغطيك بأربيل كذلك هم عملاء لإيران، لأن إيران جابتهم وحطتهم في حكومتها الشيعية الطائفية العميلة لها في العراق!
صح أو لا؟ الحقيقة أنك تقصد أن الشيعة فقط هم عملاء لإيران، لأنك غير مؤدلج للطعن بالقيادات السنية أو الكردية!
نعم، إيران موجودة في العراق، ولكن ليس كما يعتقد هؤلاء الرعناء ويعلنون بذلك، وإنما يتمثل وجودها بوحدة العقيدة والانتماء والهدف نحو الخلاص من أمريكا والوقوف بوجه الطغاة مهما كانت قوتهم ودولتهم!
وبالتالي، ومع كل ما ذكرناه من حقائق، سيقف كل هؤلاء المعترضون على مقالنا من المتلحفين بالدولار الأمريكي ومعهم الشيعة المنحرفون والجهلة المتعصبون في ساحة التحرير في أقرب فرصة لترضى عنهم أمريكا، فينبحوا بصوت واحد ضد إيران وأتباع إيران ويرددوا: “إيران برة برة”!


