في رسالته التي قلبت كلّ الموازين ورفعت درجة الأنذار إلى اللون الأحمر ، زعيم التيّار الصدري ( مقتدى الصدر ) يعود من جديد إلى الساحة السياسية بعد اعتزاله العمل السياسي لأكثر من مرّة ، زعيم التيّار يعود في ظرف هو غاية في التعقيد والخطورة والحساسية ، ويطرح مفهوما جديدا بديلا عن مقاطعة الانتخابات .. وبديل المقاطعة عند زعيم التيّار الصدري هو الإصلاح الشامل وتغيير الوجوه التي أطلق عليها بمصطلح ( الصماخات ) شلع قلع لإنقاذ العراق بطرق سياسية وقانونية وبلا تدخلات خارجية .. ومن المؤكد أنّ الصماخات المقصودة في رسالة السيد هي ليست صماخات الأكراد أو السنّة ، بل هي صماخات خصومه من قوى الإطار التنسيقي ( الأخوة الأعداء ) ، وأتمنى أن يكون قصده كلّ الصماخات الأخرى من شيعة وسنّة وأكرادا وأيضا ( شلع قلع ) ، لأنّ الفساد ثوب ارتداه الجميع بما فيهم التيار الصدري ..
شلع قلع والإصلاح الشامل
بدوري أقول لزعيم التيار الصدري .. سيدنا الجليل إن كنت تسعى للإصلاح الشامل وتغيير كلّ الوجوه شلع قلع ( وإن كان مثل هذا المفهوم غير موجود في قاموس السياسة ) ، فمقاطعة الانتخابات لا تحقق لك ما ترغب وتريد يا سماحة السيد ، لأن الذي سيقاطع هذه الانتخابات هم جمهور التيّار الصدري فقط ، وسيندفع بقوّة لهذه الانتخابات جمهور السنّة والأكراد وجمهور الصماخات التي قصدتها ، وسيعودون من جديد وفق نظرية ( تيتي تيتي مثل ما رحت أجيتي ) ..
وبهذا فإن الهدف بإزاحة هذه الصماخات سوف لن يتحقق من المقاطعة أبدا ، ولو سألتني يا سماحة السيد عن الطريقة الوحيدة لتحقيق الإصلاح الشامل الذي تعنيه ، لقلت لك أنّ هذا الإصلاح وتغيير الوجوه لا يتحقق إلا من خلال طريق واحد لا غيره ، هذا الطريق يتمّثل بإعادة بناء العملية السياسية برمتها من جديد ، وتغيير القواعد والمرتكزات التي قامت عليها وهذا الأمر لن ولن يتحقق إلا من خلال المشاركة الفاعلة والواسعة في الانتخابات والعمل من خلال البرلمان على تعديل الدستور الذي أسس لهذه العملية السياسية التي بنيت على مبدأ المحاصصات الطائفية والقومية والسياسية ..
إن تفعيل المشاركة الشعبية للتيار الصدري يمنح فرصة لضبط موازين القوى، وتقليل تأثير الصماخات على القرار السياسي. المشاركة تمنح التيار القدرة على فرض إصلاحات جوهرية داخل البرلمان، وضمان استمرار الضوابط على الفساد المستشري. إنها السبيل الأمثل لتمكين زعيم التيار من ممارسة نفوذه من موقع قوة، بعيدًا عن المقاطعة السلبية التي ستترك الفراغ للخصوم. إن الانخراط الفعّال يُحوّل الطموحات الإصلاحية إلى واقع ملموس يمكن قياسه على أرض الواقع.
من جانب آخر يا سماحة السيد دعوتك إلى المقاطعة سيرقص لها الجميع بفرح وغبطة وسرور .. ونظرية الشلع قلع لن ولن تتحقق إلا من خلال مشاركة التيار الصدري بقوة وفاعلية والتحالف مع أيّ كتلة سياسية تؤمن حقا وحقيقة بالإصلاح السياسي وهدم قواعد ومرتكزات الفساد التي أوجدها نظام المحاصصات البغيض ..،وغير ذلك لن ولن يكون هنالك إصلاح حقيقي كما دعوت وكما تمنيت يا سماحة السيد ، وستبقى كل الصماخات تردح في وسط العملية السياسية شئت أم أبيت ..


