في الأيام الأخيرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تسريبات صوتية منسوبة إلى مقرّبين من رئيس الوزراء ، أحد هذه التسريبات منسوب إلى مستشار رئيس الوزراء ( فرهاد علاء الدين ) والآخر منسوب إلى مدير مكتبه السيد ( إحسان العوادي ) ، ملخص هذه التسريبات تتحدّث عن فشل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، من خلال بعض الوسطاء القريبين من الإدارة الأمريكية .. ومن يستمع لهذه التسريبات المفبركة سيدرك كم هي ساذجة وسخيفة شكلا ومضمونا ، وسيدرك أيضا أنّ مرحلة تكسير العظام قبيل الانتخابات قد بدأت ، من دون أن تدرك هذه الجهات التي فبركت هذه التسريبات أنّ زلزالا عظيما قد يحدث في عموم منطقة الشرق الأوسط بين لحظة وأخرى وسيدمر هذا الزلزال المنطقة بأسرها والعراق سيكون في قلب هذا الزلزال العظيم ..
حقيقة التسريبات وسياقها السياسي
التسريبات التي انتشرت وخصوصا التسريب المنسوب إلى مدير مكتب رئيس الوزراء ، تظهر تماما حالة التخّبط وعدم الشعور بالمسؤولية الوطنية والأوضاع التي يمر بها البلد خاصة والمنطقة عامة ، وساذج من يعتقد أنّ هذه التسريبات صحيحة .. هنالك من يسأل لماذا يسلك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني هذا السلوك الملتوي للوصول إلى الإدارة الأميركية؟ وهل يحتاج فعلا لمثل هؤلاء الوسطاء كي يوصلوه إلى إدارة الرئيس ترامب ؟ من هو فلان أو علّان كي يضع السوداني ملّف علاقته مع الإدارة الأمريكية بيده ويسلمه الملايين ؟ أليس السوداني هو رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة والذي يملك القرار السياسي والاقتصادي والعسكري ؟ ثمّ أليست المصالح الاقتصادية بين دول العالم هي من تقرر طبيعة هذه العلاقات ؟ وهل يحتاج السوداني لوسيط أكبر وأكثر تأثيرا من شركات أمريكا العملاقة ( شيفرون و أكسون موبيل و هاليبرتون ) ؟ وهل يوجد في العراق شخص أكثر حرصا من السوداني لبناء شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية وسياسية وأمنية واجتماعية مع الولايات المتحدّة الأمريكية ؟ ما الذي سيضيفه المستشار سين أو صاد لهذه العلاقة أكثر من دخول شيفرون و أكسون موبيل و هاليبرتون إلى سوق الصناعة النفطية في العراق ؟ وهل يعقل أنّ السوداني لا يدرك هذه البديهة في العلاقات الدولية ؟ ..
توضح التسريبات المفبركة محاولة بعض الأطراف التشويش على صورة علاقات العراق مع واشنطن، لكن السوداني يمتلك القدرة الكاملة على إدارة هذه العلاقات مباشرة. لا حاجة لوسطاء لنقل الملفات أو التأثير على القرارات الأمريكية، فالدبلوماسية العراقية تعتمد على المصالح الوطنية والمشاريع الكبرى. أي محاولة لتصوير السوداني كضعيف أمام الإدارة الأمريكية تهدف فقط لخلق بلبلة سياسية داخلية. العراق تحت قيادته قادر على الحفاظ على مصالحه الإستراتيجية والسياسية دون تدخل خارجي غير ضروري.
ختاما أقول .. العبوا غير لعبة التسريبات التي باتت مكشوفة و واضحة ولا تنطلي إلا على الأغبياء والسذج ..


