Search
Close this search box.

مسرحية الغزو الأمريكي على العراق… إخراج دولي وبطولة جورج بوش

مسرحية الغزو الأمريكي على العراق... إخراج دولي وبطولة جورج بوش
فالتدخل الدولي للولايات المتحدة الامريكية كان تدخل عام ليس فقط غزو العراق فحسب. فأحداث 2003فتحت لهم الباب على مصراعيه وكانت  هذه الاحداث الذريعة التي يسيطرون بها على...

عند دخول قوات التحالف الامريكية على العراق في8/4/2003 بدأت متحولات دولية واقليمية بالشرق الاوسط  فلم تكن الغاية اسقاط النظام  والبحث عن اسلحة دمار شامل كما صرحوا بتصريح سابق قبل دخولهم للعراق وانما كانت الغاية  السيطرة التامة على الثروات الموجودة بالبلاد والهيمنة الشاملة على المنطقة بل الادهى من ذلك كانت غايتهم تغيير النظم السياسية بكل المنطقة العربية  بل هم كانوا المحرك الخفي لكل الفتن  التي صدرت سواء بالعراق  عام2006 او خارج العراق بالدول العربية ككل بل ايضا التحكم بالسياسة الايرانية الداخلية بعد الدول العربية كسوريا ولبنان وحتى الكويت لم تسلم منهم مؤخرا  وذلك بفرض غرامات عليها بحجة المساعدة المادية والعسكرية في حرب الخليج الثانيةعام1991.

فالتدخل الدولي للولايات المتحدة الامريكية كان تدخل عام ليس فقط غزو العراق فحسب. فأحداث 2003فتحت لهم الباب على مصراعيه وكانت  هذه الاحداث الذريعة التي يسيطرون بها على كل الشرق الاوسط مما جعل هذا التدخل يصحب معه كل الاجندات الخارجية وانتعاش تبييض الاموال وكذلك تجارة المخدرات والاسلحة وخلق دويلات مظلمة سرية داخل  المنطقة ككل  مما ادى ارتفاع اسعار العملة وهبوطها كالدينار والجنيه واليره ونحوها… فلم يكن تأثير الولايات المتحدة الامريكية حديث اللحظة بل هو قديم  العهد لكن ثبت جذوره بالمنطقة العربية بعد2003وانتعش  حاليا بعد  فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية ليكون رئيسا على الولايات المتحدة الامريكية ويبقى السؤال هل هذا التدخل سيجلب معه بعض الاوضاع الجيدة ام سيكون وبالا على المنطقة برمتها؟ ونضيف على ذلك اوضاع غزة المنكوبة كانت كمثابة احد عوامل التوتر بالعالم حتى على السياسة الامريكية الداخلية مما اصبح تناقضا لدى كتاب الرأي. ترامب هو الرئيس لبلاده وبلاده تعاني بعض الاضطرابات  السياسية! فهل من المعقول ذلك؟! ذهب محللون  بتصريحات وآراء تستحق التفكير مليا  اذ وجدوا ان ترامب يعمل على حسب سياسة مزاجه الشخصي مما ادى الى تكوين اضطرابات  في بلاده.وقالوا اخرون ان ترامب يعمل على تنظيف بلاده من الصدأ السياسي المتكلس في.

عهد بايدن فقد اختلفت الحقائق وتباينت النتائج

فمهلا عزيزي القارى..فالنرجع قليلا للمنطقة العربية وتحديدا العراق فنحن تكلمنا على ان القوات الامريكية دخلت المنطقة بذريعة اسلحة الدمار الشامل واسقاط النظام وحللنا  انها  بالحقيقة دخلت لأجل التوسع والهيمنة على  العراق وعلى حتى المنطقة والسيطرة على سياسات الشرق الاوسط  عامة. فالنتكلم على السبب الثاني وهو الاستحواذ على الثروات الموجودة بالعراق  من نفط وموقع تجاري استراتيجي اقتصادي وعسكري فقد كانت الظروف مهيئة لهم جدا..

شعب منهك بالحروب من حرب  1980 حتى حرب الخليج الثانية  ودخول القوات العراقية الكويت كان نهج فوضوي وغير متزن من قبل النظام السابق ثم الحصار الاقتصادي على العراق بسبب الطبقة السياسية التي ادخلت العراق بدوامة مظلمة وكذلك هبوط الدينار العراقي آنذاك والمعاناة التي عاشها الشعب العراقي من قلة الرواتب وارتفاع الاسعار كافة وخصوصا اسعار السلع الغذائية خلق عند اغلبية الشعب  كبت وحرمان نفسي ومادي وأثر ذلك  جدا على سلوكيات لدى البعض منهم و كثرت آنذاك السرقات بسبب الجوع الذي كونه الحصار والظلم السائد.. فلذلك أنشأت كل هذه الظروف  شعب نهم يتقبل اي شيء حتى ولو كان هذا الشيء غير قانوني وغير نظامي وفوضوي  اي اصبح لدى كثير من الشعب تشويش داخلي عشوائي فجميع هذه العوامل سهلت للقوات الامريكية الكثير من العقبات رغم ان قوات التحالف وضعت خارطة طريق للسيطرة والهيمنة الشاملة على العراق والمنطقة  وبالتحديد قرارات عام2002  خصوصا قرار1441  قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة  وهو قرار اتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع في 8 نوفمبر 2002، يمنح العراق في عهد  (الرئيس السابق المخلوع) «فرصة أخيرة للوفاء بالتزاماته في مجال نزع السلاح»، على النحو المنصوص عليه في قرارات سابقة. وقد استخدم لتبرير ما أصبح يعرف فيما بعد بغزو الولايات المتحدة للعراق…ورغم هذا القرار وذاك فان الشعب المنهك كان من عوامل نجاح الغزو فقد استفادت الولايات المتحدة الامريكية من غزو العراق وموقعه الى درجة انها تقاسمت تلك الغنائم مع دول اوربية اخرى فكل ذلك يؤكد انها لم تكن جدية في وضع قواعد سياسية وانشاء دولة جديدة مبنية على الديمقراطية والتكنوقراطية ذي كفاءات بل كانت الولايات المتحدة الامريكية عاجزة على اصلاح اخطاء النظام السابق وعاجزة على عمل نظام جديد مما فكرت مرارا وتكرارا ان هذا الفشر سيهز صورتها امام المجتمع الدولي بعد دخولها العراق ففكرت بوضع نظام شكلي بقيادة (بول بريمر) كحاكم عسكري لكن بريمر لم يسطيع تكوين نظام سياسي وعملية سياسية حقيقية خالية من الصراعات  فقد وصل بريمر إلى بغداد يوم 12 مايو/أيار 2003 ليعمل مشرفا على شؤون العراق بوصفه المبعوث الشخصي للرئيس جورج بوش الابن، بمساعدة عدد من السفراء والجنرالات الأميركية.

ورغم ان بعض القرارات التي اصدرها بريمر كانت ايجابية بحق العراق و شهدت حقبة حكمه المدني التي دامت أكثر من عام، سلسلة تحولات مصيرية تركت آثارها الواضحة على حاضر البلاد ومستقبلها، وأصدر بريمر عشرات القرارات والقوانين المثيرة للجدل والتي ما يزال بعضها ساريا حتى اليوم، فقد أقر عام 2007 أمام جلسة مساءلة بالكونغرس بأنه «ارتكب أخطاء»، مضيفا أن الزمن لو عاد به إلى الوراء لكان عالج عدة قضايا بطريقة مغايرة رغم هذا وذاك لم يستطيع آنذاك منع  تفجير الامامين العسكريين عليهم السلام في سامراء ..ولم يستطيع وقف الفتن الطائفية فربما كانت غايته وهدفه الأسمى وضع قاعدة دبلوماسية استراتيجية للولايات المتحدة الامريكية في المنطقة والشرق الاوسط بقرار امريكي سري تبقى مجرد تحيلات عن حدث غير مجرى العراق و الشرق الاوسط بأكمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *