ملخص
بتاريخ 28/01/2025 م، تم تداول أخبار متفرقة حول تغيير قائد منظمة الحشد الشعبي العراقي. وقد تم تأكيد هذه الأخبار من قبل بعض المصادر، بينما تم نفيها من قبل هادي العامري، قائد فيلق بدر في العراق. يهدف هذا الكتاب إلى تناول الأسباب والجهات التي تركزت حول الحشد الشعبي والأحداث المحيطة بهذه المنظمة في الخطاب السياسي الداخلي في العراق.
تغيير القائد
أحدث ما يُطرح حول منظمة الحشد الشعبي هو أن قائد هذه المنظمة الكبيرة في العراق قد يكون على وشك الاستقالة أو الإقالة. وقد انتشرت هذه الأخبار على الرغم من أنها قوبلت بنفي صريح من هادي العامري، قائد منظمة بدر في العراق.
على الرغم من النفي الأولي، ذكرت مصادر إخبارية عراقية مرة أخرى في 29/01/2025 م، خلال خبرٍ جديد أنه كشف مصدر مقرب من رئاسة الوزراء عن قرار مرتقب يقضي بتعيين الفريق أبو مصطفى الشيباني رئيساً لهيئة الحشد الشعبي، خلفاً للسيد فالح الفياض، وذلك بعد تطبيق قرار السن القانوني الذي يشمل الفياض وعدداً من المسؤولين الكبار، من بينهم محافظ بغداد. الفريق أبو مصطفى الشيباني، المعروف بكفاءته وخبرته الأمنية، يعد من القيادات الجهادية البارزة في وزارة الداخلية، حيث تولى ملفات أمنية حساسة وحقق فيها نجاحاً باهراً، ما أهّله ليكون على رأس قائمة المرشحين لهذا المنصب.
ووفقاً للمصدر، فإن القرار جاء بموافقة مباشرة من رئيس الوزراء، بعد دراسة مستفيضة للأسماء المرشحة واستناداً إلى سجل الشيباني المميز في المجال الأمني.
يُذكر أن الفياض قد حصل سابقاً على تمديدات متعددة في منصبه رغم تجاوزه السن القانوني، إلا أن المرحلة الحالية تتطلب تغييرات شاملة في المواقع القيادية وفق معايير جديدة. هذا القرار يندرج ضمن خطة الحكومة لتجديد الدماء في المناصب العليا وتعزيز الأداء المؤسسي بما يواكب تحديات المرحلة.
التقاعد في منظمة الحشد الشعبي
تتابع الأحزاب الشيعية المختلفة، وبخاصة حزب الفتح، ملف تقاعد أعضاء منظمة الحشد الشعبي بجدية. يأتي ذلك في الوقت الذي تعارض فيه أحزاب من غرب وشمال العراق هذا التوجه. من بين أسباب المعارضة لمقترح تقاعد أعضاء الحشد الشعبي: “عدم قدرة الحكومة على تأمين التكاليف”، “ضرورة دمج الحشد الشعبي مع الجيش العراقي في حال المطالبة بتقاعد الأعضاء”، “وجود كيان رسمي عراقي مرتبط بإيران في العراق”، و”نقص الشفافية الكافية في الدورة الاقتصادية والأمنية لهذه المنظمة”.
العمليات ضد الإرهاب جارية من قبل الحشد الشعبي
بعيداً عن جميع هذه الأحداث والبيانات، تستمر منظمة الحشد الشعبي في عملياتها ضد الإرهاب في العراق. على عكس الفترة من 2019 إلى 2021، حيث كانت الهجمات اليومية على القوافل العسكرية الأمريكية والقواعد الأمريكية جارية، إلا أنه لم يكن هناك الكثير من الأخبار عن الهجمات المسلحة على القواعد الأمريكية في الوقت الحالي. ومع ذلك، تستمر أنشطة الحشد الشعبي ضد الجماعات الإرهابية.
في 24/01/2025، أنشأت منظمة الحشد الشعبي حزاماً أمنياً في غرب الرمادي للسيطرة على المناطق التي تنشط فيها داعش. وفي 22/01/2025، أي قبل يومين من ذلك، تم اكتشاف مستودع مهمات لداعش في شرق محافظة الأنبار، حيث تم تفكيك حقول الألغام المحيطة بالمستودع بأمان، وتم ضبط المستودع وتسليمه إلى وحدة المهمات لمنظمة الحشد الشعبي.
في 23/01/2025، تم احتلال وتدمير أحد مقرات داعش التي أُسست حديثاً في غرب محافظة الأنبار من قبل قوات الحشد الشعبي، وكان يحتوي هذا المقر على خمسة مخابئ، و تم تدميرها جميعاً. وفي 21/01/2025، تم اكتشاف ثلاثة مستودعات لتهريب النفط لداعش في محافظة الأنبار، وتم تدميرها جميعاً بعد ضبط النفط.
الخاتمة
إن التركيز المناسب لمنظمة الحشد الشعبي على الأنشطة الميدانية، وإجراء عمليات واسعة في صحراء الأنبار ووادي الشاي في كركوك وغيرها من المناطق شمال غرب العراق، وابتعاد أعضاء هذه المنظمة عن أي تصرفات مباشرة ضد الأمريكيين في الأسابيع والأشهر الماضية، يسهم في تشكيل هالة من الاطمئنان على الصعيد السياسي. إن التغييرات في القيادة والسعي لإقرار قانون رسمي لتقاعد الحشد الشعبي دون دمجه مع الجيش العراقي، ستساعد بشكل كبير على بقاء واستمرارية هذه المنظمة.
في هذا السياق، ينبغي أيضًا كبح توجهات النواب والناشطين الإعلاميين المعارضين. مثل جهود سجاد سالم، النائب البرلماني العراقي، الذي كان يسعى لتشويه الحشد الشعبي وإيران، حيث تحولت شكوى من الجامعات في جنوب العراق إلى قضية حقوقية ضدّه.