Search
Close this search box.

الإمامة في العراق بين المجتمع والدولة؛ قراءات في التاريخ الحديث

الإمامة في العراق بين المجتمع والدولة؛ قراءات في التاريخ الحديث
لإمامة في التاريخ الاسلامي تشير إلى  القيادة الدينية  والسياسية  للمجتمع الإسلامي  على اختلاف  المفهومين بين المذهبين الشيعي والسني....

الإمامة في التاريخ الاسلامي تشير إلى  القيادة الدينية  والسياسية  للمجتمع الإسلامي  على اختلاف  المفهومين بين المذهبين الشيعي والسني فالاول  يعد ان الامام يتم اختياره من قبل الله سبحانه وتعالى والإمام معصوم بتسديد ألاهي ومن نسل النبي محمد عبر الإمام علي وفاطمة الزهراء.

أما المذهب السني، فتعتبر الإمامة مؤسسة دينية  سياسية تُكلف بتولي الأمور السياسية والاجتماعية لكن دون الاعتقاد بالعصمة في الإمامة ؛ بل يتم اختيارها  عبر مشورة  جماعية .

لذلك  فإن الإمامة في تاريخ العراق ليست مجرد مفهوم ديني؛ بل هي عنوان لمراحل من السلطة والصراع  السياسي والمذهبي  التاريخ متشعب وعميق ويحتاج إلى الاستقراء الاستخراج الغث من السمين  و من لم يقرأ التاريخ جيداً واكتفى بما يسمعه  من حكايات  من هنا وهناك  وروايات ينسجها المنتفعين من الحاكم   ويتناقلها أصحاب المطامع في المناصب لروايات في مجملها  تعتبر الإمامة واجبها ديني  وأثرها عاطفي ومكانها محدد  وليس لها دورا  في حركة المجتمع ولا في  التاريخ الإسلامي محاول تهميش   أدوارها  التاريخية في تاريخ العراق.

تُعد الإمامة أحد الأركان الأساسية في العقيدة الشيعية، إذ أنها تعبر عن القيادة الدينية والسياسية  بعد وفاة النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم) لدى الشيعة الأمامية ( الاثنا عشرية) وقد مرت الإمامة بعدة مراحل تاريخية

أصبحت الكوفة  مركز للإمامة  الشيعية بعد  انتقال الإمام علي عليه السلام لها   أثناء خلافته بين عامي ( 36هــ 40 هـــ )، وبعد مقتل الإمام علي في عام  40 هـ / 661م ، أصبحت الكوفة مقرًا لأنصار الإمام  الحسين عليه السلام  وحركة للمعارضة للأمويين ،  وقد رسخ الإمام على أهمية  الإمامة  وجعلها ليس مجرد منصب ديني؛ بل  لها دورًا فكريًا وسياسيًا واجتماعيا رئيسيًا  في تحقيق العدالة،  عاش الائمة في ظل  ضغوط  سياسية من قبل الحكام الأمويين  والعباسيين على الرغم من اعتمدوهم وسائل سلمية لنشر تعاليمهم والحفاظ على الطائفة  ومع استشهد الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء( 61هــ  680 م)،   جعل كربلاء مدينة مقدسة عند الشيعة وأساسًا لتوجه السياسي والديني للإمامة، ولكن مع حدوث الغيبة الكبرى  عام 329هــ،  أصبحت المرجعية الشيعية تقوم بدور الوسيط بين الإمام الغائب وأتباعه.

ومن الأهمية بمكان القول، إن  على مر العصور تعرض الشيعة في العراق خلال مراحل مختلفة من  الاضطهاد  من قبل الأنظمة  الإسلامية  التي كانت تختلف معهم :

خلال العهد العثماني (1514-1917)، كانت السلطنة العثمانية تعتمد المذهب ال مذهبًا رسميًا للدولة، مما جعل علاقة الدولة بالشيعة متوترة أحيانًا مع ممارسة سياسات إقصائية من خلال  تهميشهم السياسي وعدم إشراكهم في المناصب المهمة، على رغم من وجودهم الثقافي والديني  في مدن عديدة مثل النجف وكربلاء  وبغداد.

 فترة الاحتلال البريطاني (1914-1932)، كانت المرجعية الشيعية في العراق رافضة للاحتلال البريطاني

سني   إذا نجد  خلال الحكم العثماني تم  تقييد  النشاطات  الدينية  الشيعية، وأصدرت المرجعية  فتاوى ترفض سيطرة الاحتلال البريطاني وتدعو إلى احترام سيادة العراق واستقلاله، مما أدى إلى  اتخاذ بريطانيا موقف مضاد من المرجعية الدينية من خلال الاعتماد على  بعض الشيوخ العشائر وبعض السياسيين المقربين من أجل إضعاف دور المرجعية الدينية وتأثيره المجتمعي .

عهد المملكة العراقية(1921-1958)، كانت المرجعية الدينية في النجف الأشرف تتعامل مع النظام الملكي، بحذر شديد، إذا أنها سعت من أجل تحقيق توازن بين الحفاظ على الهوية الإسلامية واستقلال العراق وبين دعم النظام الملكي الذي كان مرتبطًا  بالقوى  الاستعمارية ، ولكنها انتقدت في مرات عديدة السياسات الاقتصادية والاجتماعية لأنها رأت أنها تتعارض مع مصالح الشعب العراقي . كما أنها ركزت على  معالجة التوترات الطائفية حيث سعت إلى تقوية  الوحدة بين مكونات الشعب العراقي .

المرجعية الدينية في العهد الجمهوري(1958-2003)،  شهدت المرجعية الدينية تغيرات عديدة حيث تأثرت بإحداث سياسية واجتماعية متنوعة  وحافظت على مكانتها في ظل الظروف والمتغيرات

عهد عبد الكريم قاسم (1958-1963)
عند إعلان عن قيام الجمهورية في العراق بعد الإطاحة بالنظام الملكي عام 1958، بقيت المرجعية الشيعية ذات تأثير ديني واجتماعي واسع، لكنها كانت حذرة تجاه الحكومة الجديدة التي تبنت رؤية علمانية – شيوعية-  نوعًا ما. في هذه الفترة، برزت المرجعية كقوة محافظة، تسعى للحفاظ على الهوية الإسلامية في مواجهة التيارات الشيوعية والقومية.  وكان المرجع السيد محسن الحكيم  دور بارز في للتصدي  للأيديولوجيات الشيوعية والبعثية.

أما عهد البعث (1963-2003)، ومع صعود حزب البعث، وخاصة خلال فترة حكم صدام حسين، اشتدت الضغوط على المرجعية الدينية. حاول البعثيون تقييد دورها وإضعاف تأثيرها الاجتماعي من خلال السيطرة على المؤسسات الدينية. في هذا السياق، أصبحت المرجعية تتسم بالطابع السري والمعارضة الصامتة، وبرزت كمنظمة اجتماعية تعمل على دعم المجتمع الشيعي من خلال التعليم والخدمات.  وقد قاد رفض بعض  الشخصيات الدينية  الشيعية للتوجهات البعثية   العبثة  إلى استشهادهم على يد السلطة الحاكمة  وأبرزهم المرجع السيد محمد باقر الصدر 1980، والمرجع محمد محمد صادق الصدر في 19 فبراير 1999( 4 ذو القعدة 1419هــ)،  الذي تم اغتياله مع نجليه مؤمل ومصطفي  بسب نشاطهم الديني والسياسي البارز وتأثيره الكبير على الجماهير

بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، استعاد العراق توازنه الديمقراطي مع نظام جديد يتمتع بحريات دينية وسياسية أكبر. أصبحت المرجعية الشيعية، ولا سيما مرجعية النجف بقيادة السيد علي السيستاني، لاعبًا بارزًا في إعادة بناء العراق.  وعلى الرغم من الفرصة التاريخية للشيعة في الحكم ولكنها فرصة  تلازمت معها عوامل ضغط دولية تمثلت بالدور الأمريكي  المحاول للسيطرة على  القرار العراقي وعربية متخوفة من التواجد الشيعي في الحكم .  ولذلك مر العراق بالعديد من الأزمات المحلية والدولية  التي أسهمت في إضعاف العراق.    كتب الشيخ صادق ألحسناوي  في احد مقالاته “ان الإمامة ليس مشروعا للبكاء”  ومن هنا أكد ان الإمامة خلال كل مراحل أدوارها  ثبتت  أنها ليس مجرد وظيفة دينية ؛ بل إنها  عنصر أساسي في النسيج المجتمعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *