الفوضى الخلاقة (بالانگلیزیه Creative Chaos) هو مصطلح سياسي عقدي يقصد به تكوّن حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث یقوم بها أشخاص معينون وذلك بدون الكشف عن هويتهم وذلك بهدف تعديل الأمور لصالحهم، أو تكون حاله إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة من قبل أشخاص معروفة من أجل مساعدة الآخرين في الاعتماد على انفسهم، يعتبر المستشرق اليهودي برناردلویس هو أول من دعي للفوضي الخلاقة في الشرق الأوسط والعالم العربي حيث رأي ضرورة الديمقراطية لمواجهة( الإرهاب الإسلامي الراديكالي) الذي يهدد مصالح الولايات المتحدة حيث أن كل العالم العربي تحكمه أنظمة إستبدادية طاغية وفاسدة تسرق مقدرات الشعوب وأن دعم الولايات المتحدة لتلك الأنظمة والحکومات لحماية إسرائيل مما تسبب فی کراهیة الشعوب العربية للولايات المتحدة، وخلق بيئة خصبة للجماعات الإرهابية المتطرفة للنمو ،وأن عليها اي امریکا أن تغير سياستها في دول المنطقة وتعمل علي نشر الديمقراطية في تلك البقعة المحدده المستبدة من العالم وتحقيق العدالة الإجتماعيةكما رأي في الثمانينيات بأن التقسيم الحالي للمنطقة غير مناسب ويجب أن يتغير بحيث يتم تقسيم المنطقة علی أساس عرقي وديني وتعتبر حینها الفوضى الخلاقة جزءًا من خطة استراتيجية أمريكيةٍ تهدف إلى تحقيق الهيمنة على المنطقة عبر تفكيك الأنظمة السياسية القائمة وإعادة تشكيلها من جدید . وازاحة الأنظمة التى تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى الأمريكى أو التى لا تتماشى مع المصالح الأمريكية، وقد شملت هذه السياسة التدخل العسكرى المباشر فى بعض الحالات مثل الحرب على العراق، أو دعم حركاتٍ شعبية وثورات كما فى الحالة السورية مؤخرا ، ثم بعد ذلك دعم الجماعات أو التدخل الناعم كحالة سوريا ایضا أو الصراع فى جمهوریة السودان حالیا بدعم مباشر من دول عربیه تحت غطاء طائفی ،
حيث جاءت رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لإحداث تحول ديمقراطى ونشر الديمقراطية تعبيرًا عن اتجاهٍ آخر، یری فیه المحافظون الجدد الذين ذهبوا إلى القول أن غياب الديمقراطية فى ادارة الدول يسهم بشكلٍ أساسيٍّ فى خلق بيئة ملائمةٍ لتنامى ظواهر العنف والتطرف والإرهاب ومن ثم فالقضاء على هذه الظواهر يتوقف فى جانبٍ كبيرٍ منه على نشر الديمقراطية فی تلك الدول وتعزيزها وتحديدًا کما فی الدول العربية التی شهدت ربیعا شعبیا ،
وقد أكد المحافظون الجددایضا إيمانهم بمبادئ وسياسات الرئيس الأمريكى الأسبق (ويلسون)التى تقوم على استراتيجية الترويج لحقانیة الشعوب فى تقرير مصيرها، وبهذا الشأن يقول (نورمان بودهورتز)إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائمًا أقل أمنًا عندما ضعفت وتراجعت الحرية، وستكون الولايات المتحدة الأمريكية أكثر أمنًا عندما تسير الحرية قدمًا”. وبما أن منطقة الشرق الأوسط تعيش أزمة نظمٍ سياسيةٍ، فإن هذه الأزمة ستفضى -من وجهة نظرهم المحافظين الجددإلى السيناريوهات الآتية:
أ- قيام دولة خلافة إسلامية
ب- تقاسم الدول الكبرى السيطرة على الشرق الأوسط.
ج- قیام نظمٍ سياسيةٍ إسلاميةٍ متعددة.
د- انتشار الفوضى فى معظم دول منطقة الشرق الأوسط.
إن السيناريوهات هذه تمثل خطرًا على الأمن القومى للولايات المتحدة، وتهددبشکل فعلی بفقدان السيطرة على منابع النفط، لذا لا بد من حل أزمة النظم السياسية بشكلٍ تدريجى. وفى هذا السياق، يقول Laurent Murawice: “التحرير الفجائى للطاقات المضغوطة سوف يدفعها للتشكل ضمن حركاتٍ دينيةٍ واجتماعيةٍ أو سياسيةٍ ستتخذ طرقًا مختلفةً للتغيير، مثل الحرب الأهلية، والعدائية تجاه العالم الخارجي.
وهكذا، فقد استوجب ذلك مراجعةً ذاتيةً لتوجهات وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط عمومًا والمنطقة العربية تحديدًا، ومن ثم لا يجد المحافظون الجدد غضاضةً فى الدعوة إلى التدخل فى الشئون الداخلية لتلك الدول من أجل إحداث تغييرٍ فيها، انطلاقًا من أن ظروفها السياسيةوالاقتصاديه والاجتماعية، والثقافية هى التى أسهمت فى نمو التيارات السياسية والدينية المتطرفة، والتى أفرزت جماعات عنفٍ مسلحةٍ لم تستهدف مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما هددت مباشرةً الأمن القومى الأمريكى كما كشفت عنه أحداث 11 سبتمبر 2001 التی تسببت فی مئات القتلی من الامریکان .


