سأنتخب امرأة لأنها تشبهني (طبيبة الحشد) في صندوق الاقتراع

سأنتخب امرأة لأنها تشبهني (طبيبة الحشد) في صندوق الاقتراع
الانتخاب مسؤولية ضميرية تتجاوز العلاقات الشخصية والشعارات، والدكتورة نور عادل تبرز كخيار يستند إلى الكفاءة والنزاهة وخدمة الإنسان، ويمثل المشروع الوطني بعيدًا عن الانتماءات، ما يجعل التصويت لها تعبيرًا عن قناعة لا مجاملة...
أسهل المواقف في الحياة أن تقول “لا أحد يستحق” وأصعبها أن تبحث عمّن يستحق فعلاً، ولهذا المقاطعة ليست شجاعة، بل هروب، ومن هنا اخترت أن أبحث، فوجدت امرأة تشبه فكرتي عن الدولة، تشبه صدق الناس، الذين تعبوا من الشعارات، امرأة لم تأتِ لتُزيّن قائمة، بل لتفتح نافذة ضوء، اسمها الدكتورة نور عادل.

ليـس من عادةِ الناخب أن يرفع صوته باسمٍ واحدٍ قبل الصندوق؛ لأنّ التصريح يُفهَم دعاية، ولأنّ الصمت صار عندنا فضيلةً انتخابية، ولكن يحدث أحياناً أن يصبح الإعلانُ عن الخيار شهادةً في المحكمة لا إعلاناً في السوق؛ لحظةً يلتقي فيها الضميرُ بالخبرة، والوجدانُ بالحساب، فيخرج الاسم من خانة المصلحة إلى خانة الفكرة.

أعرف أن موسم الانتخابات يكدّس الأسماء حتى تتشابه، وأنّ الناخب العراقي يُستَدرَج كل مرة إلى “اقتصاد العلاقات”، صديقٌ يُجامَل، جارٌ يُهاب، حامٍ يُحتاج، أو زعيمٌ تُعظّمُه أجهزةُ الخطاب.

ولديّ، مثل غيري، قائمةٌ طويلة من المحترمين، بعضهم زعماء كـ نوري المالكي، ومؤثّرون كـ حسين مؤنس ومصطفى سند ويوسف الكلابي، وأصحابُ موقف كـ المحامي أحمد شهيد، وعسكريون أكفاء مثل العقيد الدكتور علي بن الفريق عبد الكريم خلف، أو اللواء يحيى رسول، ونوابٌ مخضرمون قدّموا خدماتٍ لمجتمعهم المحلي مثل النائبة عالية نصيف، وكلّ هذا محترم، ولكنّ الانتخابات ليست امتحانَ “العلاقة”، بل امتحان “القناعة”.

وللقناعة عندي تعريفٌ بسيط، هو أن أجد في المرشّح مرآةً لفكرتي عن الدولة، لا صورتها الإعلانية، ومن هنا يبرز اسمٌ مختلف، مثل الدكتورة نور عادل، المعروفة بـ طبيبة الحشد، والتي لم ألتقِ بها يوماً، ولا تربطني بها منفعة ولا قرابة، ولكنها تقدّم خطاباً ينسجم مع ما أريده للعراق، عقلٌ مهنيٌّ بضميرٍ مقاوم، يجمع بين خدمة الإنسان وواجب الدفاع عنه، وبين المستشفى والميدان، وبين المهنة والرسالة.

وهي مرشحة عن منظمة بدر (القائمة 218 – تسلسل 36 بغداد)، تحت شعار “عراق مقتدر”، طبيبةٌ من أبناء هذا الشعب، الذي تعلّم الصبر بحجم الحروب، وشاركت في معركة إنسانية موازية لمعركة السلاح، فحملت حقيبة الطب بدل البندقية، وكانت في خطوط النار حين انسحب كثيرون إلى خطوط الأمان.

وقد يُقال لي ولماذا لا تمنح صوتك لأصدقائك؟، فالكتلة، التي تنتمي إليها الدكتورة يسبقها في بغداد رجالٌ أجلّهم وأحترمهم من قيادات الجهاد في منظمة بدر، مثل وزير الداخلية الأسبق الدكتور محمد الغبّان (تسلسل 1)، والحاج معين الكاظمي (تسلسل 2)، وهو جارٌ كريم، ولكنني أقول إن هذا عين الاحترام لا نفيُه؛ فالصداقة تُحفظ في القلوب، أمّا الأصوات فتُعطى لمن يشبهنا في الرؤية، وفي لحظة الاختيار، لا أختار “الأقرب إلى بيتي”، بل “الأقرب إلى فكرتي”، حتى لو كانت امرأة.

وللإنصاف، المرأة هنا ليست زينةَ قائمةٍ ولا كوتا تجميلية، لان النساءُ أغلبيةٌ في المجتمع العراقي، ولا يحتجن إلى الكوتا إذا أحسن الرجالُ الاختيار، وبصوتِ الرجال والنساء معاً تفوز الفكرة لا الجنس؛ تفوز الكفاءة لا العشيرة؛ تفوز الخدمة لا الضجيج، وإنّ انتخاب امرأةٍ من رحم الحشد هو تصويتٌ للضمير الوطني، الذي يرى المقاومة خدمةً للإنسان قبل أن تكون سلاحًا في وجه العدو.

وسيقول الواقعيّون وما جدوى الصوت الفردي أمام هندسةِ القوائم؟، وأجيبهم ببرودة قاضٍ، الصوتُ الفردي هو الجملةُ الوحيدة، التي لا يستطيع “النفوذ” تعديلَ نحوها، وكلُّ ما حولنا قابلٌ للمساومة، إلا ما يخرج من ضمير الناخب لحظةَ وضع الورقة، ولهذا، أُعلن —على قلّة المعلنين— أنني سأضع ورقتي في صندوق الدكتورة نور عادل، لا لتكون نائبةً فحسب، بل لأنني أرى فيها حقيبة وزارية، وحتى رئيسة للوزراء، وذلك حين تنضج لحظةُ الدولة، التي تُكافئ المشروع لا الميكروفون.

والدولة، التي أؤمن بها، تحتاج طباً في سياستها، وتشخيصاً قبل وصفة، وعلماً قبل رأي، وبروتوكولاً  يُنقَذ به الجسد العام من حُمّى الشعارات، وطبيبةٌ في السياسة ليست استعارة، بل حاجةُ بلدٍ أُنهِكَ بالمسكّنات، ونحن لا نبحث عن بطلٍ جديد، بل عن فريقٍ يُحسن العملَ تحت الضوء، وعن امرأةٍ في الدولة لا امرأةٍ في الظل.

وفي النهاية، هذه ليست “توصيةً انتخابية” ولا “إعلانًا ممولاً”، بل شهادةُ مواطنٍ أمام ضميره، مع أن احترامي باقٍ لكلّ الأسماء، التي ذكرت، وصداقاتي في مكانها لا تُباع ولا تُشترى، ولكنّ صوتي سيذهب إلى من يشبهني فكرياً وسياسياً، وهو إلى الدكتورة نور عادل (218/36 – بغداد)، لأنّ مشروع “عراق مقتدر” أقرب إلى ما أريده لوطني من أيّ شعار آخر.

الانتخاب في جوهره ليس ورقةً في صندوقٍ خشبي؛ إنّه مرآةٌ للصندوق، الذي في داخلنا، ومن يرى في المرآة امرأةً قادرةً من أبناء الحشد، فلْيمنحها الصوت قبل التصفيق..

ومع ملاحظة : ابحثوا في اليوتيوب ومواقع السوشيال ميديا عن الدكتورة نور عادل، وتعرفوا عليها، ولمن شاء، او من يبحث عن مرشح، فهو حر في انتخابها، مثلما سأفعل أنا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *