يُحلّل النص مفهوم «عقلية المكوّن» بوصفه سبباً لأزمة الدولة بعد 2003، ويدعو إلى تجاوزها نحو عقلية المواطنة وبناء دولة حيادية تعتمد الكفاءة وتُحوّل الديمقراطية من تمثيل الهويات إلى تنافس البرامج الوطنية….
يرى السيد السيستاني أن “الدولة المتدينة” ليست ثيوقراطية، بل دولة مدنية تستمد شرعيتها من الشعب وتسترشد بالقيم الدينية والأخلاقية. المرجعية فيها سلطة معنوية ترشد ولا تحكم، والدين مصدر إلهام للعدالة والكرامة لا أداة للهيمنة السياسية…..
تماد المدوّنة الجعفريّة أحدث انقساماً قانونيّاً واجتماعيّاً خطيراً في العراق، إذ نقض مبدأ المساواة الدستوري، وكرّس الطائفيّة السياسيّة، وأضعف وحدة القضاء والمجتمع، مهدّداً الهويّة الوطنيّة ومنزلاً المواطنة إلى مرتبة الانتماء المذهبي….
الدعاء يوضح رؤية دولة كريمة قائمة على الكرم والفضائل، تعزّ القيم وأهلها، وتحدّ من النفاق، دولة مدنية ذكية مستقلة نابضة، تعيد الإنسان إلى إنسانيته، وتحقق العدالة والتماسك الاجتماعي، بعيداً عن العصبيات والأنانية….
الكلمة في الإنجيل والقرآن ليست مجرد وسيلة تعبير، بل فعل تأسيسي للوجود والمجتمع والدولة. التفسير المدني يظهر أنها تولد العقود والميثاق والقوانين، وتحقق العدالة وتوحّد الناس على معنى مشترك….
توضح المدونة الفقهية الجعفرية، وخصوصًا باب الميراث، انتقال جزء كبير من الثروات إلى ما يسمى «حصة الإمام» بإشراف رجال الدين، حتى على حساب وصايا الأفراد. ويرى الناقد أن ذلك يرسخ سلطة دينية طبقية، ويقوّض أسس الدولة المدنية…
تبيّن مواد الفصل السابع من المدونة الفقهية الجعفرية أن أحكام الطلاق والنشوز لا تنفذ إلا بموافقة المرجع الديني، مما يلغي استقلال القضاء ويجعل القاضي تابعًا. ويرى الناقد أن ذلك يرسّخ هيمنة رجال الدين ويقوّض مدنية الدولة….
التطرف في تبني الدولة المدنية يؤدي إلى معاداة الدين والعشائرية معًا، بينما فلسفة المدنية تحتّم احتواء الجميع. الإشكال لا يكمن في وجود الدين أو العشائر، بل في تدخلهما في السياسة، مما يستدعي الفصل بينهما وبين شؤون الدولة المدنية….
يكشف النص جذور المخططات الاستعمارية الغربية ضد العرب والمسلمين، ويبيّن كيف دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل قوى وهابية وبعثية لإضعاف العراق والمنطقة، فيما يؤكد أنّ الشيعة مدعوون لحماية تجربتهم المدنية وعدم الانجرار لصراعات تخلّى عنها العرب أنفسهم….
يؤكد النص أن الإسلاموية تعتمد على الطائفية والجهل والفساد، ولا يمكن معالجتها إلا عبر رؤى وطنية تعزز الوعي والخبرة والمنطق. فشل الإسلاموية في العراق يكمن في غياب الإصلاح الحقيقي، والتعايش، وسيطرة الدعاية، ويستلزم الأمر إعادة تعريف المشروع الوطني لبناء دولة مدنية عادلة….
