Search
Close this search box.

تأسيس حزب الدعوة الإسلامية

تأسيس حزب الدعوة الإسلامية
لذلك كان لابد من البدء بتحرك جديد يستقطب النخب الإسلامية التي تؤمن بضرورة  أن يكون للإسلام دوره وتأثيره في القضايا السياسية...

في خلال العقد الذي سبق تأسيس حزب الدعوة الإسلامية شهدت الساحة العراقية  ولاسيما الإسلامية تغييرات كبيرة في نظرتها للسياسة والأمور العامة، بل والتفاعل معها  ، والحرص على ترسيخ رأي الإسلام بالقضايا العامة. كما شهدت جرأة واضحة من قبل  بعض الشخصيات الإسلامية في الانغماس بالأمور السياسية والإقليمية والدولية. كما  تفاعل الشعب العراقي مع قضايا تحدث خارج العراق لكن لها تأثيرات داخل العراق  كما رأينا في حلف بغداد وحرب السويس.

ان هذه الارهاصات الحركية والنزوع نحو العمل السياسي تنامت لدى مجموعة  من العلماء والشباب المتدينين ، ممن كانوا يبحثون عن طريق إسلامي جديد ، حركي  وحزبي، إسلامي وسياسي في آن واحد. إذ كان لبعضهم تجارب حركية إسلامية في  منظمات أخرى، لكنهم لم يجدوا فيها ضالتهم في مبادئها أو تلبي طموحاتهم أو في  نشاطاتها. إذ كانت أغلب تلك الحركات تدور حول شخصية مركزية يقود الحركة  ويهيمن على أفكارها وتوجهاتها. فكانوا يميلون إلى قيادة جماعية تتقاسم الأدوار  وتتوزع المهام، وكل واحد منهم يكمل الآخر.

يصف السيد محمد حسين فضل الله تلك الأجواء بقوله: 

(( كنا نفكر أن الإسلام يمكن أن يكون حلاً لمشكلات الإنسان في الحياة، وكنا  نبحث كيف تؤكد هذا التطلع في ثقافتنا. وكنا نشعر بأن علينا أن نتجاوز الوضع التقليدي  الذي كانت النجف تعيشه في النظر إلى السياسة والأوضاع الجديدة . وكنا ننفعل  بالأحداث السياسية. انفعلنا بثورة مصر (۱۹۵۲) على الرغم من أنها ثورة قومية. وكنا  نعيش القضية الفلسطينية على نحو مسؤول وبشكل متحرك )) .

ان رسم صورة عن الوضع الذي سبق قيام الدعوة الإسلامية مدى  المجهود الصعب والكبير والتضحوي والتاريخي الذي بذله الرعيل الأول الذي مثل  الجرافة التي شقت الطريق وجعلته سالكاً للآتين على الأثر ، والذي حول الدعوة من  حلم يراود الرواد إلى واقع يتحرك في الميدان.

تصف إحدى نشرات حزب الدعوة الأوضاع قبل التأسيس فتقول: 

((ولدت الدعوة الإسلامية المباركة ، واختطت مسارها الحركي الإسلامي وسط  مجتمع راكد يعيش حالة من التخلف الفكري والسياسي، ويعاني من الجهل بالاسلام  وضعف الالتزام، ويخيم عليه الانبهار بالحضارة الغربية والتبعية الفكرية ، وتستقطب  الطبقات المثقفة من أبنائه النظريات والمبادئ والأحزاب المختلفة الاتجاهات  والشعارات من الشيوعية والرأسمالية والاشتراكية والقومية … الخ. فقد عبثت الأيادي  الاستعمارية والقوى الصهيونية بأمتنا ، وحشدت كل قواها وعقولها من المستشرقين  والخبراء والمبشرين والجواسيس والعملاء والمخططين السياسيين لتغيير مسار الأمة  وصرف وجهتها)). وتضيف النشرة :

(( لقد ولدت دعوتنا المباركة في العراق في ظرف سياسي حرج ووضع اجتماعي  مزر نستطيع أن نشخص أبرز مظاهره بما يأتي:

1 – الجهل بالاسلام وهبوط الوعي الإسلامي والسياسي بشكل عام، وغياب الفكر  والثقافة الإسلامية رغم حب أبناء الاسلام لدينهم وإيمانهم به وممارسة الغالبية  من أبناء الأمة للشعائر والعبادات الإسلامية.

۲ – استنكار العمل السياسي الإسلامي وتشوه مفهوم الحزب والسياسة لدى  طبقات عديدة من أبناء الأمة خصوصاً في أوساط عريضة من الحوزة العلمية  نتيجة لاستيحاء مفهوم الحزب والسياسة من الصورة الوضعية الشوهاء.

3 – وجود تيار شيوعي الحادي جارف كان يسيطر على التاريخ العراقي ويروج  للفكر الشيوعي بين صفوف المثقفين والعمال والفلاحين.

4 – غياب روح الجهاد والعمل السياسي الإسلامي إلا بشكل ضيق ومحصور جداً.

5 – قلة الدعاة الإسلاميين المثقفين والمستوعبين لثقافة العصر ومنهجية العمل  والتغيير والدعوة إلى الإسلام.

٦ – انتشار الثقافة الاستعمارية الغربية والانحلال الأخلاقي والترويج له.

7- تأصل روح الطائفية والخلاف المذهبي ، وانسحاب هذه الروح على أجهزة  الحكم والإدارة الحكومية.

8- وجود أنظمة بوليسية إرهابية لا تسمح بالدعوة إلى الإسلام ، وتعمل جاهدة  على استئصاله ومطاردة دعاته ومحاربتهم.

في هذه الأجواء الصعبة الخانقة ولدت دعوتنا المباركة ، ونمت بذرتها الطاهرة على  يد ثلة من الفقهاء والمثقفين والدعاة الطلائعيين وعلى رأسهم الإمام الشهيد الصدر أحد  مؤسسيها )) .

لقد كانت الأجواء الخاصة مهيئة نوعاً ما للعمل الإسلامي الواعي ولكن بحذر.  فالجماهير المسلمة صارت تناقش وتتظاهر بدوافع سياسية تجاه حادث أو قضية داخلية  أو خارجية. كما بادرت بعض الشخصيات الإسلامية وعلى رأسها المرجع الأعلى  الإمام الحكيم بالتدخل في قضايا سياسية عامة . كان المشهد ينحى منحى سياسياً عاماً  وليس إسلامياً سياسياً لأن العقلية المتدينة لم تكن تهضم العمل الحزبي الإسلامي، بل  وربما تعتبره أمراً خارج الإسلام التقليدي الذي اعتادوه. هذا الأمر على الرغم من انتشار  الأفكار والمبادي المنبهرة بالحضارة والديمقراطية الغربية أو الفلسفات الاشتراكية  والشيوعية والقومية العربية.

اجتماع تأسيس الدعوة

كانت المهمة صعبة أمام مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية لكنها ليست مستحيلة.

لذلك كان لابد من البدء بتحرك جديد يستقطب النخب الإسلامية التي تؤمن بضرورة  أن يكون للإسلام دوره وتأثيره في القضايا السياسية، ومن خلال تنظيم حزبي يتولى بناء  الشخصية الإسلامية الواعية والبعيدة عن التخلف والخرافة والسطحية، ويسعى لإنقاذ  الأمة ومستقبلها في تلك الأجواء بادرت مجموعة من المتدينين من الحوزة العلمية  والمثقفين الإسلاميين بعقد اجتماعات متوالية ، ولقاءات متعددة ، بدأت صغيرة، ثم  اتسعت لتضم شخصيات مؤمنة بالفكرة ، وتناقش الخطوات القادمة.

في ذكرى المولد النبوي في ١٧ ربيع الأول عام ۱۳۷۷ هـ الموافق ۱۲ تشرين الثاني  ١٩٥٧ م عقد اجتماع في منزل السيد محسن الحكيم في مدينة كربلاء المقدسة حضره  كل من :

۱ – السيد محمد باقر الصدر عالم دين مجتهد وهو المنظر الأيديولوجي للحزب)

٢ – السيد مرتضى العسكري عالم دين مجتهد وباحث ومؤرخ شهير )

3- السيد مهدي محسن الحكيم (۱) (۱۹۳۳ – ۱۹۸۸) (عالم دين، له علاقات واسعة)

4- السيد عبد الصاحب دخيل (تاجر وناشط إسلامي وله خبرة بالعمل الإسلامي)

5 – السيد محمد صالح الأديب (۱) (١٩٣٥ – ١٩٩٦ ) (مهندس زراعي وناشط

إسلامي، له خبرة تنظيمية)

٦ – السيد محمد صادق القاموسي ( موظف وشاعر وناشط إسلامي) (۲)

7- السيد حسن شبر (ناشط إسلامي ومحامي، لديه خبرة بتأسيس حزب إسلامي)

8- السيد طالب الرفاعي (عالم دين ، لديه علاقات بأحزاب إسلامية سابقة)

إن الأشخاص الستة الأوائل حضروا اجتماع أداء القسم ، والآخران (شبر والرفاعي)  لم يكونا حاضرين لكنهما شاركا في اللقاءات التمهيدية لتأسيس الحزب، ضمن  المراسم الخاصة بالأحزاب السياسية هو أداء القسم بالمحافظة على أسرار الحزب  وخططه وتشكيلاته وأشخاصه. وبسبب أنه أكبر الأعضاء سناً ، قام السيد العسكري بأداء  اليمين أولاً ثم تبعه السيد الصدر ثم السيد مهدي الحكيم فالآخرون. وكان القسم ينص  على بذل الجهد في خدمة الإسلام وعدم التهاون في ذلك ما دام في الحياة).

نوقش في ذلك الاجتماع الشكل التنظيمي للحزب، والاتفاق على شعار الدعوة وهو  الآية الكريمة ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم  الوارثين) ، والتي أصبحت شعاراً لنشرة الحزب الداخلية (صوت الدعوة). كما تضمن  وضع الخطط المرحلية والمستقبلية للحزب من خلال تحديد الأسلوب المناسب  الذي يعمل به الحزب بالتعاون مع أبناء الأمة المخلصين ، ومواجهة جذور التخلف  والجهل والخرافات. كما توصل المجتمعون إلى أهمية فهم الواقع السياسي والفكري  والاجتماعي في المجتمع الإسلامي والعربي عموماً والمجتمع العراقي خصوصاً. وتم  التأكيد على أهمية تربية الشخصية المؤمنة الواعية من خلال برنامج تربوي يستوعب  الواقع المعاصر والتركيز على المفاهيم الإسلامية الأصيلة المستندة على القرآن الكريم  والسيرة الشريفة للنبي (ص) والأئمة (ع).

وتضمنت اجتماعات التأسيس اللاحقة مناقشة أمور أخرى مثل :

۱ – ظاهرة انتماء الشباب للتيارات والأحزاب العلمانية والتي بعضها يجاهر بالعداء  للدين ويحارب شعائر الإسلام. وكان رأي السيد الصدر أن هؤلاء الشباب  انتموا لتلك الأحزاب اعتقاداً منهم أنهم يريدون خدمة وطنهم أولاً، ولأنهم  لا يعرفون شيئاً عن الإسلام ثانياً. ولو كانت هناك حركة إسلامية تأخذ بأيديهم  وتستوعب تطلعاتهم لما اختاروا غير الإسلام. وهذا يعني أن هؤلاء الشباب لم  يكن أمامهم بديل إسلامي عصري يناقش القضايا بأفق حضاري وعلمي.

٢ – العمل على إقامة حكومة إسلامية اذ كان السيد الصدر يؤكد أن وجود مثل تلك  الدولة هو الضمان لتبيين معالم الإسلام وتطبيق أحكامه

3 – كان السيد الصدر يسعى للإطلاع على الأنظمة الداخلية للحركات والأحزاب  سواء الإسلامية أو غيرها. وذلك لمعرفة ما توصلت إليه الأحزاب التي سبقت  حزب الدعوة والاستفادة من تجاربها وليس بالضرورة تقليدها. وقد توفر له  أنظمة الحزب الشيوعي وحزب البعث وحركة القوميين العرب. وكذلك (الكتب  العشرة لحزب التحرير، وهي المقررة لكل عضو في حزب التحرير. وكذلك  كتاب الدعوة والدعاة) لحسن البنا (١٩٠٦ – ١٩٤٩) وكتب عبد القادر عودة (١٩٠٦ – ١٩٥٤) و مجلة ( المسلمون) التي كان يصدرها سعيد رمضان .

انضمام شخصيات إسلامية للحزب

وفي خلال الفترة اللاحقة انضمت شخصيات إسلامية كان لها تأثير واضح في فكر  ونشاطات حزب الدعوة الإسلامية أمثال السيد محمد باقر الحكيم)، محمد هادي  السبيتي، السيد محمد حسين فضل الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين، السيد محمد  بحر العلوم، د. جابر العطاء الشيخ مهدي السماوي، الشيخ عبد الهادي الفضلي الشيخ  عارف البصري، السيد داود العطار، الشيخ محمد مهدي الأصفي، السيد فخر الدين  العسكري، السيد كاظم الحائري (١) ، السيد كاظم النقيب الشيخ مجيد الصيمري، الشيخ  علي الكوراني، الشيخ محمد علي التسخيري، السيد عبدالله الغريفي، الشيخ عيسى  قاسم السيد حسين جلوخان السيد عباس الحلو السيد سامي البدري، السيد علي  الأمين السيد نوري طعمة السيد عبد الرحيم الشوكي، السيد عز الدين القبانجي، الحاج  حسن كريم الكوفي، مهدي عبد مهدي الشيخ مفيد الفقيه السيد عبد الأمير علي خان  الشيخ محمد باقر الناصري ، الشيخ مهدي العطار، علي الأديب، الشيخ عبد الجبار  البصري، السيد طاهر الملحم الشيخ جعفر الهلالي، السيد عباس الموسوي، الشيخ  صبحي الطفيلي، الشيخ ماجد البدراوي.

كما ضمت طلاب حوزة ووكلاء للمرجعية ومثقفين ومهنيين أمثال علي الأديب  د. إبراهيم الجعفري (١٩٤٧ ) ، نوري المالكي  ( ١٩٥٠ – ) ، د. حيدر العبادي ( ١٩٥٢ – ) ، عز الدين سليم السيد هاشم الموسوي، الشيخ حسين معن، السيد جواد  العذاري، الشيخ جميل الربيعي السيد حسين الشامي الشيخ عبد الحليم الزهيري  الشيخ عامر الكفيشي، د. عبد الزهرة البندر، د. خضير الخزاعي، د. صلاح عبد الرزاق  السيد خلف عبد الصمد السيد سامي العسكري السيد حسن السنيد وآخرون كثيرون.

يلاحظ أن الدعاة الأوائل ليسوا كلهم عراقيين بل هناك من ينتمي إلى بلدان عربية  وإسلامية مثل لبنان ، البحرين السعودية إيران الباكستان وأفغانستان. وهذا دليل  واضح على أن حزب الدعوة الإسلامية تجاوز الحاجز القومي والإثني، وأنه حزب أممي  في مراحله الأولى. وكان له تأثير على الحركات والأحزاب الإسلامية في تلك البلدان.

وكان للمنتمين للدعوة دورهم الكبير في تأسيس حركات إسلامية قوية.

إلى لندن ثم أسس شركة لنصب المصاعد الكهربائية ، وبقي في لندن حتى عام ۲۰۰۳ . انتمى  الحزب الدعوة عام ۱۹۷۰ ، ثم اختير مسؤولاً لتنظيمات الحزب في بريطانيا عام ١٩٧٧. في عام  ۱۹۷۹ أصبح عضوا في قيادة الحزب. استلم منصب وزير الاتصالات في حكومة مجلس الحكم  عام ٢٠٠٣ . ثم انتخب في البرلمان عام ٢٠٠٥ حيث ترأس لجنة الاقتصاد ، ثم في عام ٢٠١٠  ترأس اللجنة المالية. شكل حكومته في ٢٠١٤٫٩٫٨ بعد سحب نوري المالكي ترشيحه باعتباره  مرشح أكبر كتلة برلمانية هي ائتلاف دولة القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *