فتوى الجهاد السيد السيستاني؛ خلفيتها وظروفها

فتوى الجهاد السيد السيستاني؛ خلفيتها وظروفها
بعد انطلاق الفتوى بدأت بعض الأحزاب السياسية والتيارات والجماعات الدينية بتعبئة  المتطوعين باتجاه انخراطهم في تنظيماتها العسكرية....

مقدمة 

في 13 حزيران عام 2014 الموافق 14 شعبان 1435 هـ أعلن خطيب جمعة كربلاء المقدسة  الشيخ عبد المهدي الكربلائي رأي سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني بصدد التحديات  الأمنية التي يعيشها العراق بعد سيطرة جماعة داعش الإرهابية على مدينة الموصل وبعض قرى  ومدن محافظة صلاح الدين بحيث صارت على أبواب سامراء لتعيد إلى الذكرى مشهد تفجير قبة  الإمامين العسكريين (ع) في 22 شباط 2006 وما أعقبها من فتنة طائفية راح فيها الآلاف من  العراقيين حطبا لها. وكما تصدى سماحته لها أنذاك وتمكن من إطفائها بحكمته وصلابته فهو  اليوم يتعامل مع الحدث ولكن بموقف أقوى وأعظم شأنا لأن الوضع الأمني والسياسي يستدعي  إعلان الجهاد الدفاعي الكفائي لمواجهة تقدم العصابات الإرهابية .

فتاوى الجهاد السابقة

من المعلوم أن المرجعية الدينية تتأنى كثيراً وتتردد طويلاً قبل إصدار فتوى بالجهاد لأن وراءها  سيكون قتل أنفس وسفك دماء وتدمير ممتلكات ، وكلها من ضروريات الحياة التي لا يمكن  التفريط بها في أي مجتمع رصين. ولكن التحديات والظروف قد تضطرها إلى إعلان الجهاد  كحل أخير لمواجهة العدو المتربص بأرض المسلمين ومقدساتهم.

فتوى اليزدي ضد الاحتلال البريطاني 

منذ قرن واحد بالضبط أي في عام 1914 أصدر المرجع الديني السيد كاظم اليزدي (1831  1919) (مرجع أعلى للفترة (1911-1919) فتوى بالجهاد الدفاعي لمواجهة القوات البريطانية  التي بدأت احتلالها العراق عندما نزلت قواتها في الفاو في 9٫11٫1914 .

استخدم اليزدي عبارات ( وجوب الدفاع) و (يجب عليكم الدفاع) وذلك للتميز بين الجهاد  الهجومي أو الابتدائي وهو الجهاد التي انطلقت من خلاله الفتوحات الإسلامية ودعوة المشركين  للإسلام ، وله شروطه وظروفه، وبين ( الجهاد الدفاعي) وهو ضرورة التصدي لمواجهة العدو  والاحتلال .

هناك نوعان من الجهاد الدفاعي هما الجهاد الكفائي) أي يجب تصدي عدد من المسلمين بما  يكفي لصد العدوان، وإذا لم يكفي يجب تطوع عدد آخر حتى يتم صد العدوان. والثاني هو الجهاد  العيني) وهو فرض عين على الجميع بلا استثناء ، وأن يتركوا أعمالهم ومصالحهم ويلتحقوا  بالقوات الأمنية. وهذا النوع لم يجر إعلانه لحد الآن. فحتى الإمام الخميني الراحل لم يعلن الجهاد  العيني بل سماه بالدفاع المقدس وهو الجهاد الكفائي رغم احتلال المجرم صدام لمدن إيرانية  عديدة ومساحات واسعة من إيران.

كان لفتوى اليزدي تأثيراً واسعاً وقوياً حيث تحشد أبناء العشائر وسكان المدن ورجال الحوزة  العلمية والعلماء والخطباء. وتمكن العراقيون من مواجهة السلاح البريطاني المتطور والطائرات  والمدافع والسفن الحربية حتى أنهم أخروا احتلال العراق ثلاث سنوات حتى دخول الجنرال مود  بغداد في آذار 1917 . وحدثت معارك عديدة مثل معركة الروطة في 20٫1٫1915 و معركة  الشعيبة في 12٫4٫1915 ومعركة الكوت في 29٫4٫1915 .

فتوى الشيرازي في ثورة العشرين 

بعد احتلال العراق من قبل بريطانيا حاولت تأسيس حكم بريطاني مباشر لكنها اضطرت إلى  إجراء استفتاء شكلي حول شكل الدولة الجديدة وشكل النظام ومن هو الرئيس ؟

حاول الكولونيل أرنولد ولسن نائب الحاكم المدني العام في العراق بتزييف إرادة العراقيين  وأصدر تعليماته إلى ضبط الارتباط في المدن العراقية وأبلغهم بعدم قبول غير الأجوبة المرضية

والملائمة للإنكليز. رفض أغلب الشعب العراقي الهيمنة البريطانية ، وتصدى الفقهاء والعلماء  ورؤساء القبائل والعشائر والسياسيون. وتعزيزا لهذا الموقف الشعبي والوطني أصدر المرجع  الأعلى الشيخ محمد تقي الشيرازي فتوى بصدد الاستفتاء تؤكد على عدم اختيار غير المسلم حيث  تضمنت : (( ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب ويختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على  المسلمين) 23٫1٫1919 . كان للفتوى تأثير فعال حيث التف جميع العراقيين حول موقف  المرجعية الرافض للحكم البريطاني المباشر.

بعد أن فشلت بريطانيا في تحقيق هدفها اقتنعت باستقدام الأمير فيصل بن الشريف حسين ليتوج  ملكا على العراق، لكنها أخذت تماطل في تأسيس الدولة وتمكين العراقيين من إدارة شؤونهم  بأنفسهم في 25٫4٫1920 أعلنت مقررات سان ريمو (إيطاليا) التي تضمنت إعلان الانتداب  البريطاني على العراق وفلسطين كان القرار صدمة قوية للأوساط الشعبية والدينية.

خرجت تظاهرات و اعتصامات ، وعقدت اجتماعات تطالب بالحقوق المشروعة واستقلال  العراق وتدريجيا تحولت الأجواء من التظاهرات السلمية إلى الميل نحو التصدي والمواجهة  بسبب رفض الإدارة البريطانية تلبية مطالب العراقيين. وزاد من تدهور المشهد السياسي حادثة  اعتقال محمد رضا ابن المرجع الشيرازي ونفيه إلى جزيرة هنجام في الخليج.

كان الزعماء السياسيون ورؤساء العشائر يطالبون المرجع الشيرازي باتخاذ موقف أقوى  فاستجاب للظروف المتوترة واستمرار عناد بريطانيا في الاستجابة لمطالب العراقيين فأصدر  فتواه الخالدة وهي:

(( بسم الله الرحمن الرحيم

مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين. ويجب على العراقيين في ضمن مطالبتهم رعاية السلم  والأمن. ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الانكليز عن قبول مطالبهم)).

يلاحظ أن الشيرازي استخدم عبارة (القوة الدفاعية) أي الجهاد الدفاعي والكفائي .

أحدثت الفتوى هيجانا عاما في العراق، وبات توقيت إعلان الثورة مجرد أيام، فعقد علماء الدين  و الشخصيات السياسية ورؤساء العشائر اجتماعات للتداول واتخاذ الخطوات وتوزيع المهام ،

30٫6٫1920 حتى أعلنت في

استمرت المواجهات المسلحة لمدة خمسة أشهر ، تضمنت عمليات عسكرية، ومواجهات مسلحة  وقصف مدن بالطائرات وإحراق قرى ومزارع، وسقط قتلى وجرحى وأسرى بشكل أربك  الإدارة البريطانية حيث تكبدت القوات البريطانية 426 قتيلا و 1228 جريحاً و 615 أسيرا  ومفقودا. وأصيبت الثورة في أوجها بوفاة المرجع الشيرازي فتولى المرجعية وقيادة الثورة الشيخ  فتح الله الأصفهاني المعروف بشيخ الشريعة.

لم تحقق الثورة كل أهدافها لكنها أسهمت في تغيير موقف الحكومة البريطانية وأجبرتها على  التخلي عن فكرة الحكم المباشر ، وإذعانها بالاعتراف بتأسيس حكومة وطنية وتحقيق الاستقلال  للعراق.

فتوى السيستاني بالجهاد الدفاعي الكفائي 

إن بيان المرجع السيستاني التي أعلنت في 13٫6٫2014 تضمن عدة أمور فقهية وسياسية وأمنية  لابد من قراءتها بعمق وتأني للتعرف على خلفية وأجواء الفتوى وهي:

1- الإشارة إلى الوضع الأمني الخطير الذي يمر به العراق من خلال احتلال داعش  الإرهابية لمحافظتي الموصل وصلاح الدين أو أجزاء منهما ، وإن داعش لن تكتفى بهما  بل أن هدفهم الاستراتيجي هو السيطرة على كل العراق وأن هدفهم القادم هو بغداد  وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف. وهذه المدن تحظى بقدسية عظيمة لما تتضمنه من  عتبات مقدسة. ويوضح السيستاني هذه الأمر كمقدمة ليطلب من العراقيين بأن  مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع، ولا يختص بطائفة دون أخرى  أو مكون دون أخر. وهنا يشير إلى مسؤولية جميع العراقيين ، شيعة وسنة، مسلمين  وغير مسلمين، ومن كل القوميات.

-2- تأكيد السيستاني على وحدة العراق وتحمل المسؤولية الوطنية والشرعية في هذه  الظروف الصعبة. وأن العراقيين أكبر من هذه التحديات والمخاطر لما عرف عنهم  الشجاعة والإقدام. ثم يحدد سماحته (( المسؤولية في الوقت الحاضر هي حفظ بلدنا  العراق ومقدساته من هذه المخاطر، وتوفير المزيد من العطاء والتضحيات في سبيل  الحفاظ على وحدة بلدنا وكرامته، وصيانة مقدساته )).

-3- تأكيد السيستاني على أهمية التحلي بالصبر والشجاعة والثبات في مثل هذه الظروف.  ويحذر سماحته من أن يدب اليأس والإحباط في نفس أي عراقي، بل لابد أن يكون حافزاً  لنا من العطاء في سبيل حفظ ديننا ومقدساتنا. وأورد سماحته عدة آيات قرآنية تؤكد على  الصبر والمرابطة ، وعدم التنازع ، وتحمل الصعاب والبأساء والضراء.

-4- يخاطب سماحته القيادات السياسية ويضعهم أمام مسؤولياتهم التاريخية والوطنية  والشرعية الكبيرة. ويطلب من السياسيين العراقيين أن يتركوا الاختلاف والتناحر خلال  هذه الفترة العصيبة، وتوحيد مواقفهم باتجاه مواجهة العدو المشترك ، وأن يدعموا  القوات المسلحة لأن توحد السياسيين اليوم هو بمثابة (( قوة إضافية لأبناء الجيش  العراقي في الصمود والثبات )).

5- يخاطب السيد السيستاني العسكريين العراقيين ويضفي على عملهم وأداءهم وتنفيذهم  لواجباتهم صفة القدسية وهي أعلى مرتبة في العمل الشرعي بقوله (( إن دفاع أبنائنا في  القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هو دفاع مقدس () . ثم يخاطبهم بقوله (( يا أبنائنا في  القوات المسلحة : إنكم أمام مسؤولية تاريخية ووطنية وشرعية. اجعلوا قصدكم ودافعكم  هو الدفاع عن حرمات العراق ووحدته، وحفظ الأمن للمواطنين، وصيانة المقدسات من  الهتك ، ودفع الشر عن هذا البلد المظلوم وشعبه الجريح)). ثم يؤكد سماحته موقف  المساند كليا للقوات الأمنية ، وأن من يقتل في سبيل الدفاع عن العراق فهو شهيد بإذن الله  فيقول (( وفي الوقت الذي تؤكد فيه المرجعية الدينية العليا دعمها وإسنادها لكم، تحتكم  على التحلي بالمروءة والبسالة والثبات والصبر. وأن من يضحي منكم في سبيل الدفاع  عن بلده وأهله وأعراضهم، فإنه يكون شهيدا إن شاء الله تعالى)).

-6- ولكيلا لا يصطبغ المشهد السياسي والعسكري بحالة الانهزام والهرب والخيانة لدى  بعض العسكريين ، نرى سماحته يسلط الضوء على الجانب المشرق للأداء العسكري  والأمني ويزرع الأمل والثقة حين يقدم شكره )) للكثير من الضباط والجنود الذين أبلوا  بلاد حسنا في الدفاع والصمود وتقديم التضحيات ، فالمطلوب من الجهات المعنية تكريم  هؤلاء تكريما خاصا ، لينالوا استحقاقهم من الثناء والشكر من قياداتهم وليكون حافزا  لهم على أداء الواجب الوطني الملقى على عاتقهم)).

-7- كما يطالب سماحته عائلات وأسر العسكريين بقول (( والمطلوب أن يحث الأب ابنه ،  والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه)). وربما  يشمل ذلك جميع المتطوعين والمنخرطين في الجهاد المقدس للدفاع عن العراق  كما يصف سماحته توجهات ومنهج هؤلاء الإرهابيين المعتدين هو منهج ظلامي بعيد  عن روح الإسلام ، يرفض التعايش مع الآخر بسلام، ويتخذ من العنف وسفك الدماء،  وإثارة الاحتراب الطائفي وسيلة لبسط نفوذه وهيمنته على مختلف المناطق في العراق  والدول الأخرى)). وبذلك يكشف السيستاني عن كل صور الزيف والخداع التي يمارسها  بعض السياسيين بأن ما يجري في الموصل والأنبار هي ثورة عشائر) أو (ثورة سنية)  ضد الشيعة.

وبعد توضيح هذه الأمور يعلن السيد السيستاني فتواه بالجهاد الدفاعي الكفائي بقوله ((  ان طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق تقتضي:

1- الدفاع عن هذا الوطن وأهله ومقدساته ومواطنيه

-2- هذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي بمعنى أن من يتصدى له  وكان فيه الكفاية بحيث يتحقق الغرض وهو حفظ العراق وشعبه ومقدساته يسقط  عن الباقين) . وتوضيح ذلك بمثال لو تصدى عشرة آلاف وتحقق الغرض منهم ،  سقط عن الباقين . فإن لم يتحقق وجب على البقية وهكذا …

3- ومن هنا على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين  دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم ، عليهم التطوع للإنخراط في القوات  الأمنية)).

10- ثم صدرت من بعض وكلاء السيد السيستاني توضيحات منها أن الجهاد الكفائي يشمل  العراقيين داخل العراق فقط ولا يشمل المقيمين في الخارج.

السيستاني : لا للمليشيات والطائفية 

بعد انطلاق الفتوى بدأت بعض الأحزاب السياسية والتيارات والجماعات الدينية بتعبئة  المتطوعين باتجاه انخراطهم في تنظيماتها العسكرية. كما بدأت بإقامة استعراضات عسكرية  ومظاهر مسلحة غير حكومية في الشوارع والساحات العامة. وأخذ إعلامها يسلط الضوء على  تشكيلاتها العسكرية وسط الأناشيد الحماسية . كل ذلك كان بعيداً عن التنسيق مع الحكومة  والأجهزة الأمنية المعنية الأمر الذي أثار قلقاً وخوفا في نفوس المواطنين من هذه الميليشيات  غير المنضبطة بتعليمات الدولة ، وربما سيكون لها دور في أية تطورات أمنية أو سياسية ، بل قد  تساهم في توتر الأوضاع أو تسمح للعصابات الإجرامية بتنفيذ ماربها من خلال استغلال السلاح الذي بيدها والقوة التي تمتلكها في زرع الخوف أو عودة عمليات الخطف والاغتيالات والتهجير  وسرقة المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية.

كما قامت بعض الجهات السياسية باستغلال الفتوى من خلال العزف على الوتر الطائفي أو  القومي، واتهامها بأنها موجهة ضد السنة أو ضد الأكراد. وهذا يخرج الفتوى من هدفها الأصيل  الذي يقتصر على تعبئة القوة الشعبية لمواجهة العصابات التكفيرية والجماعات الإرهابية وعلى  رأسها داعش.

كل ذلك دعا السيد السيستاني إلى إصدار تعليمات جديدة تضع ضوابط واضحة لعملية التطوع  والتعبئة الشعبية ففي يوم الجمعة الموافق 20٫6٫2014 المصادف 21 شعبان 1435 هـ أعلن  السيد أحمد الصافي في خطبة جمعة كربلاء مجموعة ضوابط وتوضيحات هي:

التطوع يشمل الجميع 

(( إن الدعوة للجهاد موجهة إلى جميع المواطنين من غير اختصاص بطائفة دون أخرى. إذ كان  الهدف منها هو الاستعداد والتهيؤ لمواجهة الجماعة التكفيرية المسامة (داعش) التي أصبح لها  اليد العليا والحضور الأقوى فيما يجري في عدة محافظات. وقد أعلنت (داعش) أنها تستهدف بقية  المحافظات العراقية مثل النجف الأشرف وكربلاء المقدسة . كما أعلنت بكل صراحة أنها  تستهدف كل ما تصل إليه يدها من مراقد الأنبياء والأئمة والصحابة والصالحين فضلاً عن معابد  غير المسلمين من الكنائس وغيرها.

فهي إذن تستهدف مقدسات جميع العراقيين بلا اختلاف بين أديانهم ومذاهبهم. كما تستهدف  بالقتل والتنكيل كل من لا يوافقها في الرأي ولا يخضع لسلطتها حتى من يشترك معها في  الدين والمذهب )).

الجهاد لا يستهدف طائفة معينة 

(( لم تكن للدعوة إلى التطوع أي منطلق طائفي. ولا يمكن أن تكون كذلك. إن إن المرجعية  الدينية قد برهنت خلال السنوات الماضية ، وفي أشد الظروف قساوة أنها بعيدة كل البعد عن  أي ممارسة طائفية. وهي صاحبة المقولة الشهيرة عن أهل السنة لا تقولوا إخواننا بل قولوا  أنفسنا مؤكدة مرارا على جميع السياسيين ومن بيدهم الأمر ضرورة أن تراعي حقوق كافة  العراقيين من جميع الطوائف والمكونات على قدم المساواة ، ولا يمكن في حال من الأحوال  أن تحت المرجعية على الاحتراب بين أبناء الشعب الواحد ، بل هي تحث الجميع على السعي  لشد أواصر الألفة والمحبة بينهم وتوحيد كلمتهم في مواجهة التكفيريين الغرباء)).

لا للميليشيات 

(( إن دعوة المرجعية إنما للإنخراط في القوات الأمنية الرسمية وليس لتشكيل ميليشيات  مسلحة خارج إطار القانون . فإن موقفها المبدئي من ضرورة حصر السلاح بيد الحكومة  واضح ومنذ سقوط النظام السابق فلا يتوهم أحد أنها تؤيد أي تنظيم مسلح غير مرخص به  بموجب القانون.

وعلى الجهات ذات العلاقة أن تمنع المظاهر المسلحة غير القانونية . وأن تبادر إلى تنظيم  عمليات التطوع، وتعلن عن ضوابط محددة لمن تحتاج إليهم القوات المسلحة والأجهزة  الأمنية الأخرى حتى تتضح الصورة للمواطنين الراغبين في التطوع ، ولا يزدحموا على  مراكز التطوع إلا من تتوفر فيه الشروط)).

أحدثت فتوى السيستاني حماسة منقطعة النظير، وتدفق مئات الآلاف من المتطوعين من الشيعة  والسنة نحو المعسكرات الحكومية. كما هدأت التصريحات السياسية الموجهة ضد هذا الطرف  السياسي وذاك كما وضعت الفتوى حدا لأية فتنة طائفية من خلال تحشيد جميع مكونات الشعب  العراقي وقياداته السياسية تجاه هدف واحد وعدو واحد. وكما صدرت فتوى الشيرازي بالجهاد  في منتصف شعبان لتكون شرارة ثورة العشرين عام 1920 ، أصدر السيستاني فتواه بالجهاد في  منتصف شعبان 2014 لتكون المنطلق للقضاء على الارهاب.

والأمل معقود على عودة الهدوء والأمن والاستقرار في أنحاء العراق. وينعم شعبه بالسلام  والرخاء والتسامح والتماسك الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *