بغض النظر عما دار من موضوع في الحوار بين رئيس اقوى دولة في العالم ورئيس اوكرانيا المغلوب على امره . فأن هذا الحوار ونشره على الاعلام يحمل في طياته دلالات عديدة . ولعل بعض الاخوة يرون الحوار مذلة لزيلينسكي . انا أنظر للحوار من زاوية المقولة المشهورة ( صمود الضعيف الصامد انتصار وعدم انتصار القوي انكسار) . واقول أن الحوار يحمل الدلالات التالية :
الاولى أراد سيد بيت الأبيض أن يرسل إلى رؤساء العالم بطريقة (اياك اعني اسمعي ياجارة ) ومن خلال حواره المعلن والمنشور في الاعلام أنه هو من يقرر مصير العالم وهو من يرسم خريطة العالم وعلى جميع رؤساء العالم اتباعه كأتباع العبد لسيده . ولذلك هو حاول أن يملي على الرئيس الاوكراني ويهينه ويستهزء منه . الثانية : أن غاية ترامب من نشرهذا الحوار في الاعلام ارتدت سلباً عليه . حيث أراد ترامب اذلال الرئيس الاوكراني والاستهزاء منه والاملاء عليه وكان يتوقع أن يستسلم له ويطيعه . ولكن زيلينسكي انتفض عليه وهو شاب مكسور ومغلوب رافعاً صوته ويده عليه حتى اضطر سيد البيت الأبيض أن يأمره بخفض صوته وعدم رفع يديه عليه ولكن لم يكترث بأمرترامب الطاغية الجبار واستمر يتحدث بمستوى صوته المنتفض عليه فلم يخفض صوته ولم ينزل يديه حتى زاد من غضب سيد بيت الابيض وفقد توازنه وطلب منه مرة أخرى أن يتحدث معه بصوت هادئ ويحترمه ولم يكترث زيلينسكي كذلك واستمر في نقد ترامب بصوت مرتفع . وقد اذل زيلنسكي سيد البيت الأبيض . واظهر تفاهته وضعفه . وقد كان الغضب باديا على وجه ترامب وحركاته يديه وعندما كان يعجز عن الرد على الشاب زيلنسكي كان يصب جام غضبه على الرئيس السابق بايدن ويصف باوصاف غير لائقة لرئيسٍ أن يتلفظه امام الاعلام . وعندما كان يعجز تماما عن الجواب كان يسعغه في الجواب على زيلنسكي وزير خارجيته . ولكنه كذلك لم يستطع إسكات زيلنسكي . . يالروعة شجاعة هذا الشاب زيلينسكي . وقد صدم العالم بشجاعته . وصدمة العالم ليس في قوة شجاعة هذا الشاب فحسب وانما من كونه ضعيف مكسور مهزوم عسكرياً رغم ذلك لم يأبه بجبروت البيض الأبيض وقد اذل سيد البيت الأبيض ورمز الدولة العظمى في عقر داره . الثالثة عكس هذا الحوار تفاهة سيد البيت الأبيض وضعف منطقه وحماقته كذلك . فلو كان ترامب يملك شيئاّ من الحكمة لصادر اجهزة المصورين للحوار ولمنعهم من نشره . ولو كان فطنا وحكيماً لعلم أن هذا الحوار قد فضحه واذهب هيبته وهيبة الدولة العظمى . الرابعة هذا الحوار اظهر الفارق الكبير بين رئيس آخر يزور البيت الابيض ويجلس ذليلاً في نفس الكرسي الذي جلس عليه زيلينسكي ويستسلم لأملاته ترامب ويتحمل استهزاءه به . وبين رئيس شاب فاقد للتجربة السياسية يقف كالجبل الشامخ ويمسح بالأرض جبروت وكبرياء البيت الأبيض ورئيسه برفع يديه واعلاء صوته عليه . . الخامسة أن هذا الحوار اظهر للعالم أن أمريكا تنحو منحى الانحدار نحو الهاوية والانهيار بسبب شيخوخة دولتها وحكامها . حيث كان العالم وعلى مدار ولاية بايدن يضحك لمشي وحركات بايد حيث كانت ربوتات اطفال الصين احسن منه مشياً . وستلهي تخرفات وتصرفات ترامب العالم وتسبب له الاستهزاء منه. العالم يشهد على شيخوخة أمريكا وحكامها الذين اذلهم شاب مغلوب . أن لله في خلقه شؤون . اضعف رئيس في العالم يذل اكبر رئيس في العالم . السادسة كان الحوار درس لترامب لوكان يعي ذلك وهو أن احساسه بجنون العظمة وسلوكه من وحي ذلك سوف يورطه في مشاكل كثيرة . فليس العالم حديقة غناءة يملكها ويتصرف بها مايشاء . ودرس كذلك لزعماء العالم أن يعلموا أمريكا مهما تجبرت وتفرعنت فأن زعماؤها شاخوا وأن هذا الكيان مهزوم معنوياً واخلافياً يمكن أن يتعرض للهزات كما هزه رئيسه شاب ضعيف منكسر.
