بعد ان خفضت “وكالة موديز” التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية في الاسبوع الماضي، وصرحت:-( بان ترامب يقوض مصداقية الاقتصاد الامريكي) .
قدم الحمهوريون هذا الاسبوع قانون يسمى (( القانون الكبير الجميل ))
هذا القانون يتضمن تخفيض الضرائب وخفص الانفاق لتمويل تخفيض الضرائب.
القانون الحميل يتضمن تخفيضات ضرائب تزيد عن 4 ترليون دولار معظمها تعود بالفائدة على الاثرياء الامريكين.
ان ما قيمته 3,6 ترليون من هذه ال4 ترليون هي استمرار للتدابير التي وضعها” ترامب ” في ولايته الاولى، وهو يريد تجديد هذه التدابير بحيث تعود كلفتها على الولايات المتحدة.
ويبدو ان “وكالات التصيف الائتماني ” واخرين يعتقدون ان الولايات المتحدة لن تستطبع تحمل هذه الكلفة.
كما ان القانون سيعود بفوائد قليلة على بعض كبار السن وبعض ذوي الدخول العالية ولكن ليس بمستوى المليارديرات.
ولكن المهم في هذه الحزمة هو فرض ضرائب عقاببة على “صناديق اوقاف الحامعات الأمريكية”.
حيث يرفع القانون الضرائب على “صناديق الاوقاف الجامعية” من (1,4%) – ( 2,1 ) ، والسبب هو كراهية اليمين الأمريكي للتعليم الليبرالي في الولايات المتحدة الأمريكية، والذين يدعون لحوار متوازن حول معنى “الحرية” في الولايات المتحدة الأمريكية .
وعائدات هذه الحزمة من الاجراءات من المفترض ان تتراوح بين (3,5) ترليون– (5,5) ترليون.
وهي لن تجعل اميركا غنية ولكنها تزيد ثراء الاغنياء الامريكيين
ولكن اشد هذه” الاجراءات الترامبية” هو تخفيض نفقات برنامج” mdicaid” الذي يوفر الرعاية الصحية لاكثر من 71مليون امريكي،بضمنهم ربع مجموع الاطفال الامريكيين.
سيقوم ترامب بتخفيض هذا البرنامج بمقدار 900 مليار، والغريب ان القانون يشترط في المستفيدين منه ان بكونوا في العمل فعلا.
اي اذا كان الشخص مريض ولا يعمل ، فسوف يحرم هو واولاده من الرعاية الصحية.
ويريد”ترامب” حرمان اطفال الاباء غير المسجلين في الولايات المتحدة من مزايا هذا البرنامج.
والقانون يطرح فكرة ان الفقراء مستحقون وغير مستحقين، والمستحقون هم من لديهم عمل فعلا.
ايضا القانون بريد تخفيض الانفاق على برنامج “snap” الذي يتضمن توزيع كوبونات الطعام على الناس الاكثر فقرا في الولايات المتحدة.
ويقترح تخفيض الانفاق على هذا البرنامج بما لايقل عن 100مليار دولار،هذا البرنامج الذي يهدف لحماية الاطفال الاكثر فقرا في البلاد.
وهذا يعني سحق الطبقة الفقيرة لتمويل خفض الضرائب على الاغنياء.
كما يتضمن القانون تخفيض تمويل برامج “الطاقة النظيفة” ، وهو ما يجعل اميركا اقل استعدادا لمواجهة التغير المناخي .
كما يتضمن القانون خفص تمويل قروض الطلاب، وما ينوي” ترامب” فعله تقليل منح”PEL” وهذه المنحة تعطى للطلاب الاكثر فقرا وللذين يجمعون بين الدراسة والعمل لمساعدتهم للوصول للجامعة.
وهذا يعني ان المجتمع الاسود والمجتمع الاسباني وغيرهم من الاقليات هم الاكثر تضررا من هذا القانون.
هذه الحزمة من الاجراءات التي يتضمنها هذا القانون تخفض الضرائب بمقدار (5) ترليون دولار ، وستوفر مبلغ (1,6) ترليون من قيمة العجز في المرازنة.
وهذا يعني ان العجز في الموازنة الامريكية سيصل ل(3) ترليون دولار، وهو ما سيؤدي لرفع الدين العام من(36) ترليون الى(39) ترليون دولار.
وهذا يعني ان “الجمهوريين” سيلجأون لطبع الدولار والصغط على الققراء لتخفيض الضرائب على الاغنياء.
من خلال تحليل معطيات هذا القانون فانه يحرم الفقراء من “الصحة والتعليم ويحرم الولايات المتحدة من القدرة على مواجهة تغير المناخ” .
بينما يزيد ثراء الطبقة الغنية، والذين لن يزيدوا اي قيمة للاقتصاد الامريكي لانهم لن يستثمروا في القطاعات الانتاجية، بل يستثمرون” بشراء الاراضي” ورفع اسعارها ويستثمرون في “شراء الاسهم والسندات” وهو ما لا يزيد في خلق فرص العمل او يخفض البطالة اويزيد معدلات التشغيل.
ان هذا القانون ((الكبير الجميل )) سيزيد الاغلبية فقرا بينما سيزيد الاقلية الثرية ثراءا، وهو ربما سيرتد على الولايات المتحدة باكملها..
حكومة تضم (13) ملياردير، تسخر كل الاقتصاد الامريكي لخدمة مصالحها..
(وإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا).. . صدق الله العلي العظيم
