الأوضاع الداخلية والخارجية في العراق خلال فترة الترويج الانتخابي لانتخابات 11 تشرين الثاني 2025

الأوضاع الداخلية والخارجية في العراق خلال فترة الترويج الانتخابي لانتخابات 11 تشرين الثاني 2025
تستعرض المقال الانتخابات العراقية 2025، مؤكداً دور المقاومة الوطنية والتحالف مع إيران لمواجهة النفوذ الأمريكي، وحذر من محاولات التأثير الخارجية، معتبرًا الانتخابات فرصة لتعزيز السيادة ومكافحة الفساد....

تشهد الساحة العراقية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية لعام 2025 حراكاً سياسياً غير مسبوق، تختلط فيه المصالح الوطنية بالتجاذبات الإقليمية والدولية. هذه الانتخابات تمثل مفترق طرق حقيقي لمستقبل البلاد، وسط تصاعد محاولات بعض القوى الخارجية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، للتأثير على مسار العملية السياسية، في مقابل سعي محور المقاومة والفصائل الوطنية إلى ترسيخ السيادة العراقية المستقلة، وتعزيز التحالفات مع الدول الصديقة، وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

المشهد السياسي الداخلي :

إعادة ترتيب التحالفات داخل البيت الشيعي

تشهد الساحة الشيعية محاولات جدية لإعادة توحيد الصف الوطني في مواجهة بقايا النفوذ الأمريكي، حيث تسعى القوى المقاومة إلى تأسيس تحالف وطني جامع هدفه إنهاء الوجود الأجنبي وإعادة بناء الدولة على أسس الاستقلال والسيادة.

وفي المقابل، تحاول بعض الكتل المتأثرة بالغرب إعادة طرح مشاريع “التطبيع والانفتاح الأمريكي”، لكنها تصطدم برفض شعبي واسع نتيجة الذاكرة المريرة للاحتلال وما خلّفه من دمار وفساد.

دور الفصائل والمقاومة الوطنية:

الفصائل العراقية المقاومة اليوم تمثل ركيزة الأمن والسيادة، إذ تمارس دورها السياسي ضمن الأطر القانونية والدستورية مع احتفاظها بجاهزيتها الدفاعية ضد أي تهديد خارجي او داخلي.

وخلال فترة الترويج الانتخابي، رفعت هذه القوى شعارات وطنية واضحة: محاسبة الفاسدين، واستقلال القرار العراقي، وإنهاء التبعية لأمريكا. وقد لاقت هذه الرسائل قبولاً واسعاً لدى الشارع العراقي، خصوصاً في المحافظات الوسطى والجنوبية.

الحراك الشعبي والمزاج العام:

المواطن العراقي اليوم أكثر وعياً بمخاطر الاختراق الإعلامي والحرب النفسية التي تقودها غرف خارجية تستهدف تشويه سمعة المقاومة. لذلك، يتجه المزاج العام إلى دعم القوى الوطنية والمستقلة، والتخلص من النخب السياسية التي ارتهنت للمشاريع الأمريكية.

ومع ذلك، ما تزال بعض المناطق تشهد محاولات لشراء الأصوات وتمويل الحملات الانتخابية من الخارج، في مسعى لفرض أجندات غربية مرفوضة شعبياً.

المحور الخارجي:

العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية:

تُعد إيران الشريك الأوثق للعراق في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية. وقد حافظت خلال هذه الفترة على موقف متوازن يدعو إلى وحدة الصف الشيعي والوطني، وإجراء انتخابات نزيهة تفرز حكومة مقاومة قادرة على إنهاء الوجود الأجنبي تماماً.

إيران اليوم تمثل عمقاً استراتيجياً للعراق، ومصدراً أساسياً لدعم استقراره في مواجهة الإرهاب والهيمنة الأمريكية.

الدور الأمريكي ومحاولات التأثير:

ورغم تقليص قواتها، لا تزال الولايات المتحدة تحاول فرض نفوذها في المشهد العراقي عبر السفارة والمنظمات الممولة، بهدف التأثير على الرأي العام وتشويه صورة المقاومة.

كما تعمل على إعادة تموضع استخباري في قاعدتي عين الأسد وأربيل، وتستغل الإعلام لتوجيه الحملات ضد القوى الوطنية.

غير أن الشارع العراقي بات يدرك أن هذه التحركات ليست سوى استمرار لسياسة الاحتلال تحت عنوان “الدعم الديمقراطي”.

المواقف الإقليمية والدولية:

تركيا تتابع الانتخابات بحذر مركّزة على ملف الشمال، فيما خفّضت دول الخليج من تدخلها بعد فشل محاولاتها السابقة في التأثير على المزاج العراقي.

أما روسيا والصين، فقد أبدتا اهتماماً متزايداً بالشراكات الاقتصادية مع بغداد، وخصوصاً في مجالات الطاقة والإعمار، ما يعكس الثقة المتزايدة بخط السيادة الوطنية العراقية.

الوضع الأمني خلال الحملة الانتخابية

رغم التنافس السياسي، بقي الوضع الأمني مستقراً بفضل التنسيق الوثيق بين الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة، التي ساهمت بشكل مباشر في حماية مراكز المفوضية وتأمين الحملات الانتخابية.

ورغم ذلك، ما تزال هناك محاولات محدودة لزعزعة الأمن أو إثارة الشكوك حول نزاهة الانتخابات، تقف خلفها جهات خارجية تستخدم الإعلام كسلاح بديل.

وقد جرى تعزيز الدفاعات الجوية والإلكترونية حول القواعد والمواقع الحساسة لمنع أي اختراقات تهدف إلى خلق فوضى قبيل يوم الاقتراع.

التوقعات المستقبلية:

تشير التقديرات السياسية إلى احتمال صعود واضح للقوى الوطنية والمقاومة، مقابل تراجع التيارات ذات الولاء الغربي.

ومن المنتظر أن تتبنى الحكومة المقبلة سياسة أكثر حزماً في إنهاء الوجود الأجنبي، والانفتاح على الشرق ودول محور المقاومة، مع التركيز على ملفات السيادة، ومحاربة الفساد، واستعادة الأموال المنهوبة.

الخلاصة:

العراق اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخه السياسي.

الشعب العراقي أدرك أن أمنه لا يتحقق بالوجود الأجنبي، بل بدماء المقاومين الذين حفظوا كرامته واستقلاله.

إن انتخابات عام 2025 تمثل لحظة فاصلة في مسار الوعي الوطني، وفرصة حقيقية لبناء دولة قوية مقاومة ترفض التبعية وتتمسك بالتحالف مع الأصدقاء الحقيقيين، وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *