عرس غزة ووعد السماء

عرس غزة ووعد السماء
تُبرز القطعة صمود حماس في غزة رغم الحصار والضربات، وتحتفي بتضحيات الشهداء والمقاتلين، مؤكّدة أن الصمود دفع الأطراف الدولية للمفاوضات وأن الكرامة والوفاء بالثمن أفضل من حياة الذل...

على مدى عامين على طاحونة الموت في غزة، فقد:

هدد النتن..

وعربد إيتماربنغفير..

وتوعد بتسلإيلسموتريش..

وفتل عضلاته الجيش واستعرض قوته..

ودعمت الـ “يو أس أي” بكل ما أوتيت من قوة حليفها الذي يمثل قوتها وتفوقها على العالم..

ووقفت حمـ،،،ـاس وحيدة، رغم الجراج والألم و”نقص في الأموال والأنفس” صابرة صامدة أمام قوة العدو الغاشم وتخلي الأخ الذليل الجبان وخذلان الصديق المتقاعس، متمسكة بـ :

{ … كَم مِّن فِئَةࣲ قَلِیلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةࣰ كَثِیرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ }

وحصدت نتائج الصبر والصمود، فبعد التهديد والوعيد وعدم الاعتراف ونسفها من الوجود، يقف العالم اليوم بأجمعه، بصغيره وكبيره “صاغرًا” و “مذعنًا” لما فرضته حمـ،،ـاس بألاّ عودة للأسرى إلا من خلال المفاوضات. فاليوم جاء ترامب ومعه قادة الدول “العظمى” يحتفلون لأن حمـ،،،ـاس وافقت على أن تجلس معهم على طاولة المفاوضات! وبدت الناس غير مصدقة مما يجري، والأفكار حيرى، والأفواه فاغرة، والأبصار زائغة، وبلغت القلوب الحناجر، ليس بقوة حمـ،،ـاس العسكرية ولا بكثرتها العددية ولا بتفوقها التكنولوجي، وإنما بإيمانها بنصر الله ووعده:

{ وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِینَ ٱسۡتُضۡعِفُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَ ٰ⁠رِثِینَ }.

بعدما هددوهم بالفناء والقضاء عليهم وتهجيرهم والاستيلاء على أرضهم وأخبرهم بأنهم “سيقتّلون أبناءهم ويستحيون نساءهم”، لكن إرادة السماء لها رأي آخر، حيث وعد الله تعالى المؤمنين بقوله:

{ ٱلَّذِینَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِیلُ }..

ونال الرجال الشجعان الصامدون والصابرون ما وعدهم الله وأيدهم بنصره، ونامت أعين الشهداء قريرة بأجداثها، ورفرفت أرواح الأطفال بجنانها، وسكن أنين الأمهات الثكالى والأرامل اللواتي رقد ذووهم تحت أنقاض المدينة، فالله “يؤيد بنصره من يشاء” حيث حقق ما وعد عباده من الجنان في الآخرة والنصر المؤزر في الحياة الدنيا:

{ وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ * ٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِیبَةࣱ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰ⁠جِعُونَ * أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَلَیۡهِمۡ صَلَوَ ٰ⁠تࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ }..

ولكن..

فهل هناك خسائر ؟

نعم، خسائر عظيمة، من دماء زاكيات، ومن رجال شجعان، ومن قادة عظماء. خسائر في الأرواح والأنفس الكريمة التي آمنت بأن الله منجز وعده للمؤمنين، لكن ثمن هذه التضحيات عظيم عند رب العباد، وهي كرامة الدنيا والآخرة. فلا خير بحياة يقضيها المرء بالطعام والشراب والبيوت الفارهة وببهارج الدنيا وزخرفها و يعيش الذل والخضوع والخنوع بلا كرامة وعزة نفس ولا إباء! فالعيش كالبهيمة همها علفها ويفرض عليها ماذا تفعل وماذا تقول وتقاد الى المسالخ متى ما شاء جلادها! فالأباة والشرفاء يرفضون العيش ذلاً ويعشقون الموت بكرامة وإباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *