بعد عقدين عجاف على عراق ما بعد 2003، لا يزال شبح الطائفية والمحاصصة يعيق التقدم. إن استمرار هيمنة القوى السياسية يستدعي محاسبة ورؤية مُلحة للتغيير. هذه المقالة، رؤية تجمع أهل العراق، تُدين نظام المحاصصة وتطالب بالإصلاح الجذري، وعلى رأسه الانتخاب المباشر لرئيسي الجمهورية والوزراء. القرارات والسياسات الخاطئة أرست الطائفية، وفشلت الأحزاب المتنفذة رغم شعاراتها. العراق ليس غنيمة، وقد دفع الشعب ثمن هذا النظام الباهظ. لقد آن الأوان لتفعيل قوانين الانتخابات والأحزاب للتغيير الحقيقي. على المجتمع الدولي دعم هذا التحول، ويقلق قصور الأحزاب الناشئة عن تقديم بديل حقيقي. يرى تجمع أهل العراق الانتخاب المباشر حجر الزاوية في الإصلاح. إن وصف المرجعية بـ “صمام الأمان” يستوجب تبني رؤية لنظام عادل، وصمتها تواطؤ. من حق الشعب مطالبتها بدعم الانتخاب المباشر. لقد خذلت الجامعة العربية العراق، وعليها تحمل مسؤوليتها واتخاذ إجراءات صارمة لعزل الأحزاب والحكومات الحالية وتبني رؤية الشعب للتغيير بوضوح في المحافل كافة. فالشعب العراقي أساس المنطقة، والجامعة مسؤولة عما آل إليه الوضع. لقد طال الانتظار، وصمت المتخاذلين جريمة. إن تبني نظام انتخابي جديد بدعم وطني ودولي وإقليمي ومرجعي هو الفرصة الأخيرة للإنقاذ. يهيب تجمع أهل العراق بالجامعة العربية لعقد قمة استثنائية طارئة للعراق، تتبنى إجراءات حاسمة لتحقيق مطالب الشعب في التغيير والإصلاح ونيل حقوقه، وعلى رأسها تبني ودعم الانتخاب المباشر لرئيسي الجمهورية والوزراء. ونطالب برفع قرارات القمة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإلزام الحكومة العراقية بتنفيذها. إن مطالب تجمع أهل العراق ترجمة لعروبة العراق؛ ندعو الجامعة والدول الأعضاء للبرهنة عن صدقها بدعم هذه المطالب. فإذا كانت الجامعة تدعي تبعية العراق لنفوذ آخر، فدعم تطلعات شعبه نحو نظام وطني عادل هو سبيل عودته لحضنه العربي بعلاقات متوازنة مع جيرانه.
